الفُلك الروسي
Modern Masters
- إرجع لاحقا لمشاهدة جدول عرض الأفلام
الملخص
بينما ترصد العدسة كوكبةً من المحتفلين وهم يدخلون إلى متحف الأرميتاج في مدينة سانت بطرسبرغ بالزي الرسمي للقرن التاسع عشر، يتساءل صوتٌ حائر من خلف الكاميرا، وهو صوت المخرج ألكسندر سوكوروف نفسه، أين هو وكيف وصل إلى هنا. ثم يتجول المعلّق بين المحتفلين المبتهجين الذين يبدو أنهم لا يرونه، فندرك أنه ميت؛ أي أنه شبح.
سرعان ما ينضم إليه رجلٌ آخر يُفترض أنه ميت، وهو "الماركيز دي كوستين" الكاتب الفرنسي في أدب الرحلات والذي اشتُهر بزيارته إلى روسيا القيصرية في أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر. وبينما يشق هذان الرجلان طريقهما في أروقة المتحف، يلتقيان سكانه وزواره من شتى حقب تاريخ سانت بطرسبرغ، ومنهم كاثرين الثانية، وأسرة القيصر نيكولاس الثاني، ومدير المتحف في عهد جوزيف ستالين، ورجلٌ يصنع تابوته بيده أثناء حصار لينينغراد.
ولعل أشهر عنصرٍ في الفيلم هو تصويره بلقطةٍ واحدة مدة تسعين دقيقة. هذا العنصر، إلى جانب مكان التصوير، وهو عبارةٌ عن 33 غرفةً فخمة داخل القصر الشتوي لمتحف الأرميتاج في سانت بطرسبرغ، يكوِّنان فيلمًا بأبعادٍ ضخمة. الفيلم أكثر بكثيرٍ من مجرد عرضٍ سينمائي؛ فهو يبحر بنا خلال ثلاثة قرونٍ من التاريخ الروسي. والفيلم احتفالٌ بهيج، ونقدٌ مُظلم هزلي ومأساوي، وتأملٌ معقد في الفن والثقافة والمجتمع. فيلم "الفُلك الروسي" للمخرج ألكسندر سوكوروف رائعٌ وغامض وشيق إلى أبعد الحدود، وهو عملٌ سينمائي لا تنقصه الألمعية.