المدوّنة

العودة الى القائمة

الكتابة عن الأفلام

07 سبتمبر 2010

للوهلة الأولى قد تبدو مهنة الناقد السينمائي أفضل مهنة في العالم: كل ما عليك فعله هو الجلوس ومشاهدة الأفلام طوال اليوم، وفي النهاية يدفعون لك مقابل الكتابة عنها. ليت الأمور كانت بهذه البساطة!.

لا توجد قاعدة صارمة وسهلة لمعرفة ما إذا كان الكاتب يعتبر كاتب أفلامٍ جيد أم لا، ببساطة لأن كتابة نص للإنترنت يحتاج إلى أسلوب ومهارات مختلفة تماماً عما يحتاجه كاتب في مجلة تجارية مثلاً؛ وكتابة نقد للأفلام يختلف كل الاختلاف عن الكتابة حول تفاصيل وخصائص الفيلم وإجراء المقابلات حوله، ولذلك فإن إحدى أهم واجبات من يكتب عن الأفلام هي أن يفهم تماماً ماذا يكتب ولمن يكتب.

Kaleem Aftab

إذاً عندما يتعلق الأمر بالنقد السينمائي، فإن السياق هو الحَكَم.

من المهم جداً بالنسبة للناقد دراسة السير الذاتية لمخرج الفيلم، ونجومه، وجميع العاملين فيه، وكذلك الأعمال السابقة التي شارك فيها كل فرد من أفراد طاقم العمل.

عليك أن تحدد أولاً نوع الفيلم. إلى أي الأنواع ينتمي هذا الفيلم وما هي عناصره الأساسية؟ ومن هي الشخصيات الرئيسية فيه؟ وما مكان هذا الفيلم بين أمثاله من الأفلام من نفس النوع؟ كل ذلك يقدم للكاتب أرضية صلبة لمعرفة تاريخ السينما والنقاط الأساسية والشخصيات الأولى التي صاغت رؤيتنا عن عالم السينما منذ أن نجح الأخوان “لوميير” في تصوير أول قطار متحرك.

فضلاً عن ذلك فإن الجانب التجاري للسينما مهم أيضاً، فالأفلام تصنع لأسباب وغايات مختلفة، فمنها ما أنتج بهدف تحقيق الأرباح فحسب، ومنها ما يهدف إلى طرح رؤية المخرج، أو توثيق أحداث معينة، أو حتى مجرد الدعاية. كما أن مكان تصوير الفيلم، وظروف صناعته، والميزانية التي أنفقت عليه كلها عوامل هامة تؤثر في كيفية مشاهدتنا لأي فيلم.

يجب أيضاً فهم الأدوار بأنواعها في موقع التصوير، وفهم تفاصيل عملية إنتاج الفيلم ذاتها، وكذلك تقييم دور التكنولوجيا في صناعة الفيلم، بدءاً من الكاميرا المستخدمة ووصولاً إلى الأدوات المستخدمة في المونتاج.

وكما هي الحال مع كل أنواع الكتابة، فإن توفر جميع المعلومات والتفاصيل في متناول اليد لا يغني شيئاً ما لم يستطع الكاتب صياغة هذه المعلومات وطرحها في سياق واضح ودقيق. كل أنواع الكتابة مقيدة بمساحة محدودة (حتى على الإنترنت)، ولذلك فإن موهبة الكاتب الجيد تتمثل في قدرته على سرد المعلومات في سياق واضح ومختصر.

على الكاتب أيضاً أن يطوّر رأيه الخاص حول الفيلم، وأن يكون مستعداًً للدفاع عن هذا الرأي. وآخر ما يتوجب على الكاتب الالتزام به هو وضع ملخص واضح، بغض النظر عن مدى جودة المادة المكتوبة.

كليم أفتاب – ناقد سينمائي

blog comments powered by Disqus

staging