جوائز الأوسكار الـ 84
27 فبراير 2012

بقلم برهان وزير، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام
فيما تبيّن أن حمى الماضي والتاريخ أصابت حفل الأوسكار هذا العام، تحقّقت للمرة الأولى في هوليوود وهايلاند سنتر في لوس أنجلوس سلسلة من الأحداث، ليل أمس. ولأول مرة منذ فوز الفيلم الصامت “وينغز” (أجنحة) في العام 1929، فاز فيلم “الفنان” بجائزة أفضل فيلم. في المحصلة، يمكن القول أن لفتة ميشال هازانافيشيوس التكريمية لعصر ما قبل السينما الناطقة، حصدت خمس جوائز على مدى ساعات الحفل الثلاث، بما في ذلك جائزة “أفضل مخرج”.
فاز الممثل كريستوفر بلامر الذي ولد في العام ذاته الذي صدر فيه فيلم “أجنحة“، بجائزة أفضل ممثل مساند عن دوره في فيلم “بيغينيرز” (مبتدئون)، لينال شرف لقب أكبر ممثل يفوز بهذه الجائزة. وكما علّق مقدم الحفل بيلي كريستال (64 عاماً)، ممازحاً “تهانينا سيد بلامر، ارتفع منذ هذه اللحظة معدّل متوسط أعمار الفائزين إلى 67 عاماً”. إلاّ أن هذا المعدّل ارتفع لاحقاً حين فاز وودي ألان (76 عاماً) بجائزة أفضل سيناريو أصلي عن فيلم “ميدنايت إن باريس” (منتصف الليل في باريس)، وهو فيلم عاطفي يتناول المشهد الأدبي الباريسي في العشرينات.
في حقيقة الأمر، فإن حفل الأوسكار 2012 هذا، سيبقى عالقاً في أذهان الناس بصفته ذكرى هوليوودية جميلة، في عام اشتدت فيه الأزمات السياسية والاقتصادية على الأميركيين داخل أميركا وخارجها. أما قرار الاستعانة بـ بيلي كريستال لتقديم الحفل للمرة التاسعة، أعطى الحفل طابعاً سلبياً. لاشكّ في أن إيدي مورفي الذي كان من المفترض أن يقدم حفل هذا العام قبل أن ينسحب بشكل مفاجئ، كان سيقدمه بشجاعة أكبر. بذل كريستال جهداً كبيراً في سبيل الظهور بمظهر استعراضي ساحر على المسرح، إلاّ أن طرافته لم تلق أحياناً استحسان بعض الكوميديين الشباب ككريس روك وساشا بارون كوهن. وكان بطل فيلمي “بورات” و“الدكتاتور” قد قدّم استعراضاً دعائياً غير لائق على السجادة الحمراء التي سبقت الحفل.
وبصرف النظر عن حسن التنظيم الذي اتسم به الحفل، فقد تضمن عدداً من الأحداث المخيبة للآمال. خرج أول فيلم مناسب للأطفال يخرجه مارتن سكورسيزي والذي ترشّح لـ11 جائزة، خالي الوفاض، مكتفياً بحصوله على بعض الجوائز التقنية، من بينها جائزة “أفضل إخراج فني” و “أفضل تصوير سينمائي”. في الحقيقة، لم يُبرز فيلم “هوغو” موهبة أحد بشكل خاص، فقد كان من الواضح أن إنجازه يعود لمجهود جماعي. إلى ذلك، خرج اثنان من أهم الأفلام التي عرضت في العام الماضي، “ماني بول” وهو دراما عن لعبة البايسبول من إخراج “بينيت ميلر“، والفيلم العاطفي الشاعري “شجرة الحياة” للمخرج “تيرينس ماليك” خاليا الوفاض تماماً.
لقد كُتب الكثير عن المزاج الحذر لللجنة التي تقوم بالتصويت لاختيار الأفلام الفائزة. وكشفت دراسة حديثة نشرتها لوس أنجلوس تايمز، عن أن متوسط العمر لأعضاء اللجنة هو 62، وأن 77% منهم من الذكور، الأمر الذي يوضح لنا سبب التعاطف الوجداني القوي مع كل ما له صلة بالماضي، تماماً كما حصل في حفل الليلة الماضية. وقد يفسّر هذا الأمر المقاربة السينمائية للجنة التحكيم – مقارنة بروحية شبابية أكثر تقدمها لنا الاحتفالات السينمائية الأخرى التي تبحث عن الأضواء، كغولدن غلوب وجوائز ايمى.
يمكن لأي شخص يحرص على مشاهدة حفل الأوسكار بانتظام، معرفة أنه مع انتهاء الحدث، فإن تحليلات ما بعد المنافسة تشبه إلى حد ما التحليلات التي تلي الانتخابات النيابية. حينما تبرز عبارات كـ “يفوز لأول مرة” و “أصغر من فاز”. ومع كامل الاحترام لعظماء الشاشة الذين فازوا الليلة الماضية (بلامر، ستريب، سكورسيزي، وألان)، إلاّ أن أبرز ما في حفل الأوسكار 2012، كان فوز اثنين. فيلم أصغر فرهدي الدرامي العائلي “انفصال” الذي حقق الفوز الايراني الأول في فئة “أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية” وفيلم “إنقاذ الوجه” الذي تناول قضية الاعتداء بالأسيد على النساء، للمخرجة شرمين عبيد شينوي ودانيال جونغي وهو الفيلم الباكستاني الأول الذي يفوز بجائزة أوسكار. هذا تطوّر.
للاطلاع على لائحة أسماء الفائزين والمرشحين أنقر هنا.