المدوّنة

العودة الى القائمة

رمضان والمسلسلات

25 يوليو 2012

كل عام يأتي رمضان ومعه هذه الظاهرة الاجتماعية التي يبدو أنها في تضخّم عام بعد عام: حزرتم أكيد! إنها المسلسلات.

في السبعينات والثمانينات، كانت التسلية الوحيدة بعد الافطار هي الفوازير التي كان يجب حلّها بنهاية كل حلقة. هل تذكرون فوازير شريهان و نيللي)?

وكان وقت العرض مثالياً لضمان نسبة عالية من المشاهدين؛ فبعد الافطار يجتمع أفراد العائلة حول التلفزيون. وفي تلك الأيام كانت خيارات القنوات أمامهم قليلة جداً.

ومع ازدياد عدد القنوات العربية، باتت خيارات الترفيه أمامنا أكثر، لا سيما مع دخول الشبكات الفضائية في منافسة حول أفضل البرامج الرمضانية. وباتت هناك قنوات مخصصة للمسلسلات. وهكذا، في حال فاتت أحدهم حلقة من مسلسل ما أو رغب بمشاهدة إعادة لمسلسله المفضّل، ما عليه سوى مشاهدة تلك القنوات.

هذا العام، تعرض المحطات العربية أكثر من 50 مسلسل ليختار من بينها الجمهور ما يشاهده. لقد أصبح رمضان منبراً لإلقاء الضوع على مواضيع تاريخية، كمسلسل عمر ابن الخطاب أو السياسية “الأخت تيريزا” الدراما المصرية التي تروي قصة توأم من ديانتين مختلفتين. المسلسلات الكوميدية لها شعبية واسعة أيضاً، وهي مكوّن أساسي لمسلسلات رمضان.

في مقابلة مع المخرج السوري نجدت أنزور، أخبرنا باعتقاده أن حصر عرض الانتاجات كلها في شهر واحد، هو أمر ناتج عن “سياسة برامجية خاطئة في القنوات العربية، لأسباب تتعلق بالمنافسة. كما أن المخرجين والمنتجين صاروا في خدمة هذا الشهر فقط، مما يجعل الجمهور يشاهد إعادات لمسلسلات طول السنة، بالاضافة إلى المسلسلات التركية المدبلجة إلى العربية.

ويضيف الممثل والمخرج والكاتب القطري سعد بورشيد “كم مسلسلاً عربياً قد يقدر المشاهد الواحد على متابعته؟ عدد أقصاه مسلسليْن، أما المسلسلات الأخرى، فنعتمد على إعادة بثّها على مدار العام للتمكن من مشاهدتها. صحيح أنه لدينا تشكيلة واسعة، لكن محتوى هذه المسلسلات مكرّر، ويتشابه الكثير منها. باتت هذه المسلسلات تفتقد للحس الابتكاري. غير أن المنتجين لا زالوا يفضلون شهر رمضان، لأنه ثبت خلال السنوات العشرين الماضية، بأن هذه الفترة من السنة تتمتع بأكبر قدر ممكن من المشاهدين، ما يعني المزيد من الاعلانات والمزيد من الأرباح”.

يحب بورشيد، وهو ممثل تلفزيوني أيضاً، أن يشاهد الانتاجات التلفزيونية الجديدة. هذا العام، اختار مشاهدة مسلسليْ “عمر ابن الخطاب” و“فرقة ناجي عطا الله“، من بطولة النجم المصري عادل إمام، ويروي قصة شرطي متقاعد يعمل في السفارة المصرية بتل أبيب، يتعرض لمشاكل بسبب معارضته للعنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين. ومن الكويت، ينصح بورشيد بمشاهدة مسلسل “ساهر الليل“، مسلسل درامي تجري أحداثه أثناء حرب العراق والكويت عام 1990.

هذا العام، قرر العملاق يوتيوب لعب دور فعّال في هذا التقليد الرمضاني الأشهر، فابتكر قناةً خاصة به. والآن، بات بإمكان الناس أن يختاروا أوقات برامجهم المفضلة بأفضل نوعية مشاهدة، على قناة رمضان في اليوتيوب.

أي الدول هي المسيطرة درامياً؟
قبل عام 1995، كانت مصر هي الواجهة، يجيب بورشيد. ويضيف “لكن بعد هذا العام، زادت نسبة الوعي بالتوجه نحو القطاع الخاص. بإمكاننا القول إن مصر، وسوريا والدول الخليجية تتنافس فينا بينها الآن.

إن المسلسلات التركية باتت شعبية جداً، لكن فقط لأنها مدبلجة إلى العربية باللهجة السورية، لا سيما أن الأتراك يشبهون كثيراً سحنة دول الشام، كما ينتمون إلى ثقافة، وطبيعة متشابهة، كذلك تتشابه المطابخ في كل هذه الدول- وهي أمور يتآلف معها الخليجيون. جدتي تظن أنهم سوريون وليسوا أتراكاً”.

ومع هذه الخيارات الكثيرة عبر المحطات العديدة، يظهر جدل آخر، حول ما إذا كانت هذه البرامج تشكّل مصدراً لتراجع التديّن والعبادات في هذا الشهر الفضيل.
وفي هذا الاطار يقول بورشيد “يجب أن نستريح قليلاً من وقت لآخر حين نكون على صيام طول النهار. ويمكن أيضاً ألا يقوم البعض بمشاهدة المسلسلات إن كانت تزعجهم. لهذا اخترعوا جهاز التحكم عن بعد. هناك الكثير من الخيارات وبالامكان تجاهلها.

    ما هي مسلسلاتكم الرمضانية المفضلة هذا العام؟ غردوا معنا، أو انضموا إلينا على صفحتنا على فايسبوك أو اتركوا تعليقاً في أسفل هذه الصفحة!

blog comments powered by Disqus

staging