أهل السينما: ياسمينة خضرا
31 ديسمبر 2012

ياسمينة خضرا هو الإسم المستعار للكاتب الجزائري محمد مولسهول، الذي كشف عن هويته الحقيقية في 2001 بعد تركه الجيش وتوجهه إلى فرنسا. يعتبر من أبرز وأشهر الكتاب الذين يكتبون بالعربية والفرنسية وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات ونقلت إلى شاشة السينما ونالت جوائز وتقدير. كان خضرا عضواً في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2012، والتقاه فريق التحرير بمؤسسة الدوحة للأفلام للإطلاع على تجربته الغنية في هذا المجال.
مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تشعر عندما ترى روايتك وكتاباتك تنقل إلى شاشة السينما؟
مولسهول: إنه أمر جميل فعلاً بأن أرى كتاباتي تنقل إلى الشاشة الكبيرة، لأنها تلقى صدى آخر وبعداً آخر عندما تقتبس في فيلم سينمائي، خصوصاً وأن الكثيرين لا يقرأون الكتب أو الأدب في هذه الأيام ويفضلون متابعة الأفلام لأن مشاهدة الفيلم أسهل بالنسبة لهم من قراءة الكتاب وربما يجدون فيه متعة ترفيهية أكثر من مجرد القراءة. ولكن هذا لا يغني عن قراءة الكتاب أو الرواية نفسها، وفي بعض الأحيان تشكل مشاهدة الفيلم حافزاً للمشاهدين لقراءة الرواية. ولكن هناك خطورة في هذا الأمر أيضاً، لأن الأديب لديه نظرة خاصة بأعماله ويمكن أن يكون للمخرج أو السينمائي نظرة مختلفة، وبالتالي لا تكون الرؤية واحدة بين الرواية الأصلية والنص السينمائي المقتبس عن الرواية.
مؤسسة الدوحة للأفلام: هل يتم التنسيق بينك وبين المخرج لضمان نقل فكرتك كما ترغب أنت إلى الشاشة؟
مولسهول: عادة هناك صعوبة كبيرة في هذا الأمر. ففي الفيلم الأخير على سبيل المثال “فضل الليل على النهار“، لم أكن في البداية راض عن السيناريو الذي قدم لي عن الفيلم وهو مقتبس عن روايتي، ولكن الفيلم إجمالاً كان جيداَ.
مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف ترى تطوير كتاباتك منذ بداياتك حتى الآن؟
مولسهول: أنا دائماً في اجتهاد ولا أعتبر نفسي وصلت إلى القمة وبالتالي لا تزال المسيرة متواصلة. ولكن أعتبر تفسي الآن في مستوى أفضل من السنوات الأولى للكتابة، من حيث تطوير النص الأدبي والإبداعي وغيره، وهذا ناجم عن تراكم الخبرة والجهد والإرادة.
مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت كاتب روائي مميز ونقلت العديد من أعمالك إلى السينما، لكن هل كتبت مباشرة للسينما؟
مولسهول: نعم كتبت ثلاث سيناريوهات، واحد في فرنسا وواحد في الجزائر وآخر في الولايات المتحدة، وستبدأ عملية الإنتاج للفيلم في الولايات المتحدة في شهر فبراير المقبل. أنا أعشق السينما كثيراً وكتبت أربع كتب استغلت في السينما منها فيلم “فضل الليل على النهار، سنونو كابول، موريتوري، ودائماً ما يقتبس السينمائيون من كتبي. هناك علاقة وطيدة ما بين الأدب والسينما والفنون كلها مرتبطة ببعضها وتكمل بعضها، وكلما كانت الأعمال الأدبية غنية ومميزة كان الإنتاج السينمائي على درجة عالية من الجودة والتميز أيضاً.
مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تقيم مشاركتك في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي هذا العام؟
مولسهول: المهرجان مبادرة جميلة جداً والأمة العربية بحاجة إلى وطن حقيقي للإبداع، وقطر ومؤسسة الدوحة للأفلام لديها إمكانيات تتيح للموهبة والفكر والفن العربي أن يلقى صدى وتألقاً في العالم. وعلى الإنسان العربي أن يعود إلى الفن والإبداع ليظهر مقومات حضارته إلى العالم، والمهرجان بهذه الصورة يتيح لنا إبراز بعض هذه المقومات والقدرات ويشكل منصة للتلاقي والتفاعل. وأنا أشكر المؤسسة لاستضافتي وتسليط الضوء على أعمالي في هذه المنطقة وهي فرصة مهمة لنشر الثقافة والفن. وفي الحقيقة هذا المهرجان مجهود جبار يشرف الإنسان العربي لأن العرب برهنوا على قدرتهم على كل شيىء، وآمل أن يساهم المهرجان في بناء وطن للسينما في العالم العربي على غرار هوليوود. فقطر لديها الإمكانات اللازمة للقيام بهذا الأمر والمؤسسة أخذت على عاتقها تطوير السينما وبناء صناعة سينمائية مستدامة.
مؤسسة الدوحة للأفلام: هل هنلك مبادرات تعاون لك في المستقبل؟
مولسهول: لدي أعمال كثيرة عليّ أن أنجزها في الفترة المقبلة، فأنا مدير مركز الثقافة العربي في باريس، وأعمل على منشورات كثيرة وأعاون ادباء جزائريين ومغاربة في كثير من الأمور والأعمال. ولكن الباب مفتوح دائماً للتعاون مع المؤسسات العربية وهذا مطلوب منا جميعاً لتعزيز نشر الفن والثقافة العربية.