يعرض الآن في الدوحة: دبليو/إي
16 فبراير 2012

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم: دبليو إي
إخراج: مادونا
بطولة: آبي كورنيش، جايمس دارسي وأندريا رايزبورو
العام: 2011
مدة العرض: 119 دقيقة
تدور أحداث الفيلم الثاني الذي أخرجته الفنانة مادونا، في العام 1998، حين تُهوس والي وينثروب (آبي كورنيش) بقصة الملك أدوارد الثامن الذي يتنازل عن العرش البريطاني من أجل امرأة أحبها، وهي الأميركية المطلقة واليس سيمسون (أندريا رايزبورو). وفي القصة تصبح حياة والي الشخصية على شفير تغيير مأساوي. في الظاهر، يبدو زواجها متماسكاً؛ زوجها وليام معالج ناجح، والزوجان محسودان من قبل الأصدقاء والأقارب. لكن في الحقيقة، نرى انعدام التواصل بينهما لأول مرة أثناء عشاء على شرف الدكتور. لا تجلس والي إلى جانبه وهو بدوره لا يأبه أو لا يتنبه إلى وجودها. وكما تقول هي، وليام رجل متلاعب وذكي، “يمكنه أن يستغل كلامي ضدي”. وليام لا يريدها أن تعمل، ولكنه لا يريد منها أطفالاً أيضاً. تحاول والي التغلب على واقعها المرير من خلال أحلام يقظة بصور من التاريخ.
لا تجد والي مخرجاً سوى قضاء وقتها وأيامها المليئة بالوحدة في شركة سوذبايز للمزادات العلنية، متفرجةً على مقتنيات العائلة الملكية في ويندسور، وباحثة في العلاقة الفاشلة التي جمعت الملك أدوارد الثامن بواليس سيمسون. وتختلط الحياتان من خلال مخيلة واليس التي يأجهها شيء ما، وأحياناً رسالة أو صورة، أو أدوات زينة ترتديها بنفسها. وفي العديد من المناسبات، تتوحد مع شخصيتها المفضلة، مستلهمةً من قوتها في مواجهة التقاليد.
وينقسم الفيلم ما بين اكتشاف والي – الذي يلاحظه مفكر روسي أرمل يعمل كحارس أمن في مؤسسة المزادات العلنية – وبين أيام علاقة المالك أدوارد بواليس. ويضيء لنا الماضي والحاضر على أوجه التشابه بين المرأتين؛ الأولى التي تتعرض للعقاب بسبب حب الملك لها، والثانية التي تتعرض لعقاب زوجها المجرد من الاحساس.
في العام الماضي، أضاء فيلم “خطاب الملك” الذي فاز بجائزة أوسكار، على علاقة الملك أدوارد بسيمسون، حيث لعب الممثل غاي بيرس دور الملك المحاصر. غير أن فيلم دبليو إي يطوّر في هذه العلاقة. إنه ليس فيلماً تاريخياً بأي شكل من الأشكال، بل شيء أشبه بقصيدة تروى على الشاشة، ترافقها موسيقى. اللافت في الفيلم هو طغيان الموسيقى، لكنه ليس بالأمر السيء.
أما تمثيل أندريا رايزبورو، فيرقى بها إلى ما فوق مجرد التقمص لشخصية واليس، للاضاءة على هذه الشخصية التي جرّمها التاريخ. إن أداءها يستحق الاشارة إليه، ويستحق أن نقول إنه يجعلها في عداد أكثر الممثلات الصاعدات الموهوبات في بريطانيا اليوم. كما أن إخراج مادونا يبرهن عن نضوج سينمائي لم نره لديها في وقت سابق.
يبدأ عرض هذا الفيلم اليوم في صالات الدوحة، وإذا كنتم من الحالمين الذين يتساءلون عن السبب الذي قد يدفع ملكاً للتخلي عن عرشه من أجل امرأة، إو إذا كنتم ترغبون بالانسياق مع قصة حب خالدة، فهذا الفيلم يناسبكم تماماً.
W.E. - Trailer
إعلان فيلم دبليو إي