المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة : مرآة يا مرآة

15 مارس 2012

بقلم ريم صالح

إخراج: تارسيم سينغ
بطولة: ليلي كولينز، جوليا روبرتس وآرمي هامر
مدة العرض: 106 دقيقة

تموت والدة بياض الثلج أثناء ولادتها، فيتولى والدها الملك (شون بن) تربيتها بكثير من الرعاية والعطف. وهي من المفترض أن ترث العرض من بعده. غير أن الرجل العجوز يتعرض للسحر ويتزوج من الملكة الشريرة (جوليا روبرتس) التي تتولى أمور المملكة بعد اختفاء الملك الغامض في الغابة. الملكة مهووسة بجمالها، وتخطط للتخلص من بياض الثلج (ليلي كولينز) من خلال نفيها من المملكة.

هذا العام هو عام عودة بياض الثلج عبر فيلميْن صدرا بالتزامن “مرآة يا مرآة” و“بياض الثلج والصياد”. وكلا الفيلميْن يقدمان ملكتيْن جذابتين على الرغم من خبثهن، المتألقتان دوماً جوليا روبرتس وتشارليز ثيرون.

وحين نعلم أن مخرج الفيلم هو تارسيم سينغ، نتوقع فوراً ما ينتظرنا من مشاهد مزخرفة رائعة. فمخرج “السقوط” (ذا فول) و“الخلية” (ذا سل) يجرّنا معه إلى مشاهد مليئة بالأزياء الفاخرة، تبدو فيها الشخصيات مضحكةً أحياناً بكل تلك الأرياش التي تزيّنها. ثم نلتقي بأميرٍ متنكرٍ بزي أرنب يحضر حفلاً راقصاً فيه الكثير من أزياء الحيوانات التي تحوّل هذا الحفل إلى ما يشبه الاحتفال بعيد البربارة.

ويركّز سينغ على تضارب الألوان في المشاهد، ويجعل لونيْ الأسود والأبيض يسيطران. هذه الخدعة هي أيضاً استعارة ترمز للخير والشر في هذا الفيلم الذي تتواجه فيه الملكة وبياض الثلج. دون أي شك، تؤدي جوليا روبرتس دور الملكة بمهنية عالية. إنها تجمع ما بين الجمال والاضطراب العقلي، أو الشر والسحر في آن.

غير أن الفيلم المقتبس عن تلك القصة الخرافية التي كانت صدرت عام 1937، يحطّم الصورة النمطية للمرأة الجميلة لكن الضعيفة، لا سيما تلك التي لا حول لها ولا قوة، ولا تفعل سوى انتظار قبلة الأمير التي سوف تنقذ حياتها. تمتلئ هذه النسخة من بياض الثلج ببعض الجمل التي لا يمكن لنا أن ننساها مثل: “سنو واي” أي (مستحيل)، بالاضافة إلى أمير ينبح. لقد استخدم تارسيم سحره ليعطي طابعاً جديداً لقصة الأطفال الكلاسيكية هذه. ففي هذه النسخة، تمتلك بياض الثلج جيشاً يساعدها على تولي زمام الأمور واسترجاع حقّها بنفسها، كما أنها تقوم بإنقاذ الأمير في مناسبات عدة… لا بد لنا من الاعتراف أن هذا غير مسبوق في عالم الشخصيات الأنثوية في الروايات.

وفي هذه النسخة، الأقزام السبعة هم في الحقيقة لصوص يسحرهم جمال بياض الثلج، فيجعلونها قائدتهم. إذاً هي هنا غير تابعة، إنما امرأةٌ مستقلة. تتخلص من السجن الذي نفتها إليه الملكة الشريرة، وتستخدم جمالها في سبيل قضية محقّة. إنها أيضاً لصة مهمتها استرجاع أموال الضرائب إلى المملكة التي أنهكها الفقر.

لكن الأهم من ذلك كله هو أن الفيلم ينجح في أن يحاكي جميع أفراد العائلة. سيستمتع به الأطفال لأنه يحتفظ بالطابع الخرافي. وبدلاً من مشاهدتهم للفساتين الزهرية وشرائط الشعر وذلك الحلم التقليدي لكل فتاة بانتظار فارس الأحلام، سيشاهدون بياض الثلج تقفز هنا وهناك، تحمل سيفاً وتؤدي رقصات مضحكة.

للترجمة العربية اضغط على

Mirror Mirror - Trailer

إعلان فيلم مرآة يا مرآة

blog comments powered by Disqus

staging