المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: مخلوقات جميلة

21 فبراير 2013

بقلم كمام المعاضيد

ترجمة عروبة حسين

بدأ عرض هذا الفيلم المقتبس عن الرواية الأكثر مبيعاً لصحيفة نيويورك تايمز في صالات الدوحة هذا الأسبوع. إنها قصة يرويها لنا إيثان وايت (ألدن أرنرايخ) العالق في بلدة جنوبية صغيرة، وفي ممارسة الأشياء اليومية ذاتها والخروج مع الأشخاص أنفسهم، حتى يبدأ بأن يحلم بفتاة غامضة. في الفترة ذاتها تنتقل لينا دوتشانز (أليس إنغلرت) للعيش في البلدة لتقيم مع عمّها مايكن رايفنوود (جيريمي آيرونز). تلاحق الشائعات هذه الفتاة ويبدأ الناس بنبذها بعد حدوث سلسلة من الأحداث الغريبة. لكن الفتاة تثير فضول إيثان، فيتجاهل كل التحذيرات ويبدأ بالتقرّب منها، ليكتشف أنها أغرب مما توقّع. فلينا تنتمي إلى عائلة من السحرة أو كما يقال “مسبّبو اللعنات“، وبالطبع وكما تعودنا في قصص الحب، إنها مصابة بلعنة. هذه اللعنة مفادها أنها حين تصبح في الـ 16 من عمرها، ستنضم إلى قوى الشر وتضيع للأبد أو ثمة نور ما سيقوم بإنقاذها. إيثان يلعب دوراً في المحافظة على توازنها، فيما هي تعيش تحت ضغوط الجهتين.

من العدل القول إن اللعنات وكل الأسحار المتداولة بين أفراد العائلة هذه تتطلب مؤثرات بصرية مكثّفة، وهو بالفعل ما نراه في الفيلم وبمستوى عالٍ أيضاً. لم يقتصر الأمر على مشاهد ضخمة لعمليات التدمير، إنما أحاطت بها مشهدية فنية أنيقة جداً. فمثلاً، حين امتلأت غرفة لينا بأبيات شعر مكتوبة على الجدران، بدا ذلك إضافةً جيدة على الفيلم وجعل صورة المكان بارزة ومميزة.

وحين كنت أقرأ لأعرف المزيد عن الفيلم، اكتشفت أن المخرج ريتشارد لاغرافنيز لم يرغب بالاعتماد على “الكروما” أو الشاشة الخضراء، بل أراد أن يصنع مشاهد حقيقية بقدر المستطاع. هذا الالتزام بالابتعاد عن التزييف نراه في مشهد الطاولة التي تدور والتي كانت فعلاً أداةً غريبة وليس مؤثراً بصرياً خاصاً. لقد طلب المخرج صنع الطاولة لهذا الغرض ثم ربط الممثل عليه.

وبعيداً عن المؤثرات البصرية، يعالج الفيلم قضايا عديدة نعاني منها على الصعيد اليومي، كالشعور مثلاً بأننا عالقون في مكان ما ولا نتجه إلى أي مكان. هذه حالة يعاني منها معظم من يعيشون في البلدات النائية. هناك أيضاً قضية التضحية لمن نحب والعناء الذي نتكبّده لحمايتهم. أما القضية الأساسية فهي لينا وعائلتها. المعركة الأبدية ما بين الخير والشر وما إذا كانت لنا يد في اختيار ما نحن عليه أم أن أحداً آخر قام بهذا الاختيار عنا. لم يناقش هذا الموضوع عبر الحوار فحسب، لكن أيضاً عبر التباين ما بين الديكور والأزياء اللذين أضافا على جمالية المؤثرات الخاصة.

لعب الدورين الرئيسيين في الفيلم إيثان ولينا كل من الممثلين الجديدين على الساحة الفنية ألدن أرنرايخ و أليس إنغلرت اللذين اضطرا إلى تقديم أداء عالي المستوى لمواكبة النجوم اللامعين الذين يشاركون في الفيلم. ولعبت إيما تومسون ببراعة دور السيدة لينكن المتديّنة والرزينة والتي تسكنها الساحرة الشريرة سارافين. عكس دور إيما الصراع الأكبر في الفيلم وهي قد أدته باحترافية عالية، من خلال تقلّبها السلس ما بين الطبيعة الخيّرة للسيدة لينكن والشريرة لسارافين. من الممثلين الرائعين الذين شاركوا أيضاً أذكر فايولا دايفيس في دور آما، جارة إيثان و إيمي روسم بدور ريدلي دوتشانز، القريبة الشريرة لـ لينا. لقد مر وقت طويل منذ رأينا إيمي على الشاشة الكبيرة، وقد أعطاها هذا الدور الفرصة لإظهار جانب آخر فيها كنا نجهله، لأنها غالباً ما تختار أدواراً مثيرة.

تضافرت كل هذه العناصر ليتكوّن لدينا فيلم رائع ممتع.

video#1

blog comments powered by Disqus

staging