المدوّنة

العودة الى القائمة

حوار مع عبد العزيز بن خالد الخاطر

11 نوفمبر 2012

Abdulaziz Bin Khalid Al-Khater (Photo by Raymond Bobar)

بقلم أنيلا صفدار

أيام تفصلنا عن انطلاق المهرجان وكان لا بد من وقفة سريعة مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام عبدالعزيز بن خالد الخاطر، ليشاركنا تصوّراته بخصوص المرحلة القادمة، ويخبرنا عن أسباب شعوره بالحماسة.

ما أكثر ما تتطلع إليه هذا العام؟
صنع في قطر. إن هذا البرنامج يلقي الضوء على المواهب المحلية هذا العام. هناك 19 فيلماً مشاركاً في هذه الفئة، 15 من الأفلام تشهد عرضها العالمي الأول، وكلها من إنتاج صانعي أفلام من قطر، وأنا فخور جداً بإنجازات المواهب المحلية.

هذا العام، هناك مشاركات أكثر في فئة “صنع في قطر” وصلت إلى 19 فيلماً. هل هذا هو سبب شعورك بالحماسة؟
ليس ذلك فقط، السبب يعود أيضاً إلى تنوّع الأفلام التي سيتم عرضها. التنوّع هو أكثر ما يهمني، وكذلك مشاهدة ردة فعل الجمهور تجاهه.

ما الذي يجب أن يتوقعه الجمهور في “صنع في قطر” هذا العام؟
أنا سعيد بالباقة المتنوعة هذا العام. “صنع في قطر” ستشمل أربعة برامج؛ “آمال جديدة” وتنضوي تحته خمسة أفلام حول الأمل والألم؛ “من خلال عيونهم” وتنضوي تحته عشرة أفلام قصيرة عن الحب والصداقة ومنها أفلام وثائقية شخصية؛ فيلم “أنجل في يونيو” يروي قصة مشوّقة مستوحاة من أحداث حقيقية حدثت في أوساط الجالية الفيليبينية في الدوحة؛ وهناك أيضاً “أفلام التشويق” نعرض فيه ثلاثة أفلام رعب.

حسناً، والأفلام من صنع مخرجين من مختلف الخلفيات الثقافية…
بالتأكيد، وأعتقد أن هذا أمر رائع جداً. في الحقيقة، أحد الأفلام التي أتشوّق لمشاهدتها هو أنجل إن جون لمخرج فيليبيني، فهو يروي قصة لعلّها تحدث أمام ناظري، لكن ليس لدي أدنى فكرة عنها.

تصوّر لو أني لم أحضر مهرجاناً سينمائياً في حياتي. بكل صراحة، أنا لا أعرف كيف أتصرّف وأنا متوتّرة.هل يجب أن أشتري تذاكر لنوع أفلامي المفضّل؟
أحد أروع أوجه المهرجانات السينمائية هو أنها مصمّمة بطريقة معيّنة تهدف إلى تعريف الناس على أنواع سينمائية جديدة. الأمر يشبه نوعاً ما الذهاب إلى مطعم والاقدام على اختيار الوجبة ذاتها في كل مرة لأنها تعجبك، ثم تدرك ذات مرة أن باقي الوجبات المذكورة في اللائحة أيضاً لا بأس بها.

يتضمن الفريق المسؤول عن تنظيم المهرجان مبرمجي أفلام، مستشارون ثقافيون وقسم متخصص في التواصل الاجتماعي. يتم اختيار الأفلام المشاركة بناءً على توصياتهم وتقييمهم جميعاً، بالتوافق مع سياسة مؤسسة الدوحة للأفلام – ومفادها جلب أفضل ما تعرضه السينما العالمية للمجتمع المحلي.

هذا العام نحن نحتفي بالسينما الجزائرية. ما هي التحديات التي تواجهها الآن هذه السينما وكيف ستساهم لفتتنا في مساعدتها؟
أعتقد أن التحديات التي تواجهها السينما في الجزائر هي تقريباً ذات التحديات التي تواجهها السينما في المنطقة العربية هذه الأيام. ومن خلال الاحتفاء بالسينما الجزائرية في المهرجان، فنحن فعلياً نذكّر صنّاع الأفلام والمبدعين بأن السينما وسيلة مهمة وقوية لرواية القصص، لا سيما هذه الأيام.

ما هو الفيلم الجزائري الأبرز بالنسبة إليك؟
أعجبني حقاً فدائي، الفيلم الوثائقي الذي سنعرضه في المهرجان. أعتقد أنه مثير للاهتمام من ناحية المضمون والأسلوب، والطريقة التي يعود بها لتتبع آثار الماضي. هناك نوع من المصداقية لأن من يخبر القصة هو بطلها الحقيقي نفسه. فيلم آخر أنا متشوق لمشاهدته وهو التايب للمخرج مرزاق علواش. إنه يحكي قصة مؤثرة عن جهادي شاب يترك الجبال بعد الحرب الأهلية ليعود إلى بيته ويحظى بحياة طبيعية. من ناحية أخرى وداعاً المغرب هو عبارة عن دراما مؤثرة حول امرأة تحاول إعادة تشكيل حياتها. كما سنعرض خمسة أفلام جزائرية قديمة – منها الفيلم الكلاسيكي “معركة الجزائر” للمخرج جيلو بونتي كورفو – في البرنامج التكريمي الذي نحتفي بواسطته بالسينما الجزائرية، وهي أفلام تتراوح فترة إنتاجها ما بين العامين 1966- 2006 ، لذا هناك الكثير بانتظار الجميع!

مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2012 هو أول نسخة يتمكن فيها فيلم قطري وفيلم سعودي من الوصول للمشاركة في مسابقة الأفلام العربية. ما الذي يعنيه هذا؟
هذا يدل على التقدّم الذي تحرزه الصناعة السينمائية في منطقة الخليج. أعتقد أنها بداية شيء أكبر. إننا نشهد صعود المزيد والمزيد من الأصوات المبدعة الخليجية. هذه هي البداية فقط.

*هل تتوقع أن يتمكن المزيد من صنّاع الأفلام الخليجيين، وبالتالي الأفلام الخليجية أن يساهموا في تعزيز القطاع السينمائي في المستقبل؟، من هم المنتجون والمخرجون الصاعدون الذين يجب أن نترقّبهم برأيك؟
أعتقد أننا سنشهد زيادةً من ناحية النوعية والكميّة بالاضافة إلى أشخاص جدد في عالم السينما. هناك العديد من صناع الأفلام الموهوبين الذين يحصدون شهرة عالمية. هناك وفرة في المواهب الشابة في منطقة الخليج، أذكر منها محمد الابراهيم (فيلم الحبس وبدون) و عهد (حرمة)، وأحمد الباكر (الحبس) وسارة السعدي وماريا أسامي ولطيفة الدرويش (بدر) ونور أحمد (هيج السكون). احرصوا على مشاهدة أفلامهم.

إلى جانب المهرجان، كيف تقوم مؤسسة الدوحة للأفلام بدعم الصناعة السينمائية في المنطقة؟
نحن ملتزمون بدعم تطور الصناعة السينمائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هدفنا أن نلهم وننمي ونمكّن جيل جديد من رواة القصص محلياً، وفي المنطقة والعالم. حتى الآن، يبدو أن العالم العربي تأخّر في طريقة الترويج لأفلامه. المنح التمويلية التي نقدّمها تدعم صناع الأفلام العرب مثلاً، لإنتاج وتطوير أفلامهم. إلى جانب التمويل، نحن نساعد صانعي الأفلام الصاعدين من خلال تأمين الفرص التعليمية والتدريبية لتطوير مهاراتهم، تنظمها لهم وحدة تطوير أفلام الخليج في مؤسستنا.

يبدو أن مصطلح “المجتمع” يكتسب أهمية بالغة في مهرجان هذا العام…
أجل، هناك تركيز بالغ تجاه المجتمع. إن مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2012 هو حدث أساسي للاضاءة على وخدمة المواهب المحلية. وهو يؤمن أيضاً منبراً عالمياً للجيل القادم من صانعي الأفلام العرب لعرض مواهبهم. لقد قمنا أيضاً بتمديد فترة برنامج الأسرة إلى 4 أيام، وزدنا عدد النشاطات التي ننظمها خلالها للأطفال وأهاليهم. هذا العام، المهرجان عائلي من نواحٍ عديدة. سيكون مسلياً، وتثقيفياً وملهماً، وأتمنى أن أرى الجميع يشاركون فيه.

كيف تغيرت السينما في قطر منذ أن كنت طفلاً؟ ما هي الذكرى السينمائية المفضلة لديك في الدوحة؟
تغيرت كثيراً. حين صار لدينا دور سينما أكبر وأكثر حداثة في الدوحة، أثر ذلك كثيراً على خياراتنا الترفيهية، وفي الوقت ذاته، فتحت أمامنا فرصاً كثيرة. حين كنت طفلاً، لم يكن يوجد في الدوحة سوى سينما الخليج/الدوحة، ولم تكونا تعرضان أية أفلام هوليوودية. كانتا تعرضان الأفلام الهندية فقط. تجربتي السينمائية الأولى لم تكن في الدوحة قط؛ كانت في لندن حين ذهبت لمشاهدة “حرب النجوم الحلقة الخامسة: الامبراطورية ترد الضربة” عام 1980. ولا تزال هذه التجربة المفضلة لدي. الخيارات الآن لا تعد ولا تحصى؛ دور السينما تقوم بعمل ممتاز في ما يخص عرض الأفلام التجارية. أما نحن وبالتعاون مع شركائنا مثل كتارا وهيئة متاحف قطر، فنقوم بعرض الأفلام المستقلة والأكثر إبداعاً، مما يضع أمام المشاهد خياراً سينمائياً آخر أكثر ثراءً مكوّن من أفلام من جميع أنحاء العالم.

في حال تمكنت من إفساح مجال في جدولك لمشاهدة فيلم في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2012 ما أكثر ما لن يعجبك في السينما؟
الأشخاص الذين يتسبّبون بالازعاج.

هل تحب البوشار مالحاً أو محلّى؟
طبعاً مالحاً.

سؤال أخير. روبرت دنيرو لا بد وأنه يحضّر نفسه للصعود على متن طائرة والانطلاق في رحلة من 13 ساعة متجهة من نيويورك إلى الدوحة. ما هو فيلمك المفضّل لدنيرو؟
يا إلهي. جميعها! أتطلع لمشاهدة سيلفر لاينينغ بلاي بوك:https://www.dohafilminstitute.com/press/festival/viewfilm/silver-linings-playbook.

blog comments powered by Disqus

staging