من برلين- الجزء الثاني
11 فبراير 2013

بقلم كليم أفتاب، مهرجان برلين السينمائي الدولي 2013
ترجمة عروبة حسين
تصف المخرجة السينمائية المصرية هالة لطفي فيلمها “الخروج للنهار” بالقول: “هو فيلم شخصي جداً مقتبس عن أحداث واقعية”. وتضيف قائلة: “كنت أحاول نسخ تلك الأحداث. بدأ المشروع على أنه فيلم وثائقي. كنت أحاول أن أنقل تماماً الشعور الذي يتولّد لديك في الحياة الحقيقية عند المرور بأحداث مماثلة”.
تسير الحياة ببطء شديد في فيلم “الخروج للنهار”. البداية تبدو خانقة ونحن نرى مشاهد طويلة لسعاد في شقة عائلتها الكائنة على أطراف مدينة القاهرة، حيث تقضي معظم وقتها في مساعدة والدتها على الاهتمام بوالدها المقعد. كما في أفلام التركي نوري بيلج سيلان ذات البطء الشديد، والتي تجعل من أصغر حركة كالماء المتساقط نقطةً نقطة من الحنفية، إلى صوت الراديو، تتخذ أهميةً متزايدة.
وتدافع لطفي عن فلسفتها السينمائية بالقول: “المشاهد الطويلة لم تكن خياراً جمالياً. لم أضعها في الفيلم كي أبدو متمتّعةً بأسلوب إخراجي خاص. لقد وضعتها كي أنقل صدى إيقاع حياة الشخصيات. إذاً إنها القصة التي تطلّبت هذا البطء، ففي أول ثلثين من الفيلم، نجد أنفسنا عالقين في شقة ولا نستطيع الذهاب إلى أي مكان. وفي الثلث الأخير، تخرج سعاد من الشقة وتتسارع وتيرة الفيلم”.
درست لطفي التي ولدت عام 1973 العلوم السياسية في القاهرة قبل أن تسجّل في دورة سينمائية في معهد القاهرة، وتخرّجت عام 1999. أعدّت فيلميْن وثائقيين وبعض الأفلام القصيرة قبل أن تعمل لحساب الجزيرة على سلسلة مؤلفة من سبعة أجزاء تحت عنوان “العرب في أميركا اللاتينية”. لكن عقلها مشغول بالقصص التي تحدث في موطنها.
video#1
لا بد من الملاحظة أن معظم الأفلام المصرية التي تشارك منذ عاميْن في المهرجانات السينمائية، وُلدت من رحم أحداث ميدان التحرير، لذلك كان من الممتع أن نرى في المهرجان فيلماً مصرياً، يتخذ طابعاً آخر أكثر تنوعاً وثراءً. ولطفي سعيدة بهذا التغيير في الطابع، وتقول: “في إحدى جلسات المهرجان النقاشية التي شاركت فيها، كنا نتحدّث عن ضرورة أن يفتح الغرب والأسواق السينمائية مجالاً كي نصوّر أنفسنا بالطريقة التي نراها مناسبةً لنا، وليس فقط باستهلاك كل الأفلام الممكنة حول الربيع العربي. إن حركة الربيع العربي أنتجت أفلاماً ذات نوعية رديئة للغاية، جعلتنا نتمنى لو أن الثورة لم تحدث قط. كانت فعلاً أفلاماً غير ذات جدوى، وسيتكفّل الوقت بأن يجعل ذكراها تذهب أدراج الرياح، إنها لن تصمد طويلاَ”.