مهرجان 2011
21 يوليو 2011

بقلم أمير اسكندر، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام
أعتبر الأسبوع الذي قضيته في إسبينو بالبورتغال من أجمل التجارب التي خضتها في حياتي حتى الآن، لا سيما أنه جمع ما بين التعليم والترفيه. كان المهرجان أشبه بوعاء انصهر فيه محبي السينما من كل مكان في العالم، جاؤوا كي يتشاركوا بتجاربهم، ومعرفتهم وشغفهم.
كانت معظم الجلسات والورشات مثيرة للاهتمام وأعجبتني، غير أن الجلسة التي أذكرها أكثر من غيرها كانت ‘كيف تعرض فكرتك’ وورشة أخرى تحت عنوان ‘تصميم الانتاج’. كما استمتعت أيضاً بورشة ‘الارتجال مع اسكندر قبطي’ فقد كان مبدعاً. لقد تم تنظيم هذه الورشة فقط بفضل نجاح الجلسة مع اسكندر، وقد سعدت جداً حين طلبوا منه قيادة ورشة حول الارتجال.
بالنسبة لي، لم يكن فست مجرد مهرجان – فقد كان الناس فيه طيبون ومرحبون وكرماء. فخلال زيارتنا أشعرونا أننا في بلدنا، وأحاطونا بالرعاية والاهتمام.
أذكر كم كنا تعساء في اليوم الأخير حين أدركنا أن كل شيء انتهى وأننا سنعود إلى الديار. لقد عاد إلي الشعور وأنا أكتب الآن، والسعادة التي كنت أشعر بها في كل لحظة خلال المهرجان، وإدراكي أنه لم يتبق سوى ثلاثة أيام على انتهائه. أشتاق إليك إسبينو، لكني سأراك العام المقبل!

DFI"s Amir Scandar with a FEST attendee.
بقلم نور أحمد، مشاركة في مهرجان فست
في 26 يونيو 2011، بدأت مغامرتي. كان يجب أن أحضر مهرجان فست 2011 في إسبينو بالبورتغال، وكان الأمر أشبه بالمغامرة ذلك لأني لم أسافر قط وحدي من دون عائلتي إلى دولة أوروبية. شعرت بالخوف في البداية، لكن سرعان ما أدركت أنه لم يكن ثمة ما يخيف في الرحلة. فالبلد كان رائعاً والناس لطفاء وطيبون.
بدأ فست باجتماع سريع، ساعدنا على التعرف على خلفيات المشاركين الذين أتوا من جميع أنحاء العالم ليتشاركوا حبهم للأفلام.
كان الأسبوع الذي قضيناه في فست حافلاً بورشات العمل وعروض الأفلام من جميع أنحاء العالم. كانت الورشات مفيدة لمن هم مثلي من المخرجين الشباب، لذا سأخبركم بكل ما تعلمته في ورشاتي المفضلة، وخلال عروض أفلام الرسوم المتحركة والروائية القصيرة.
ورشتي المفضلة كانت تحت عنوان ‘بناء الشخصيات’ مع مارتين دايل. بدأ مارتين بالحديث عن رحلة الشخصيات- وكيف يمكن أن تؤثر فيها وتغيرها الشخصيات الأخرى، وكيف يمكن لبطل القصة أن يغيّر مساره. وتشبه العملية هذه رسم مثلّث، لا سيما أن كل الخطوط تلتقي مع بعضها في النهاية – تماماً كما تؤثر الشخصيات ببعضها البعض.
كما تحدث أيضاً عن قناع الشخصيات – فالفكرة هي أن تجعل شخصياتك الخيالية على أكبر قدر ممكن من الواقعية. ويمكن للقناع أن يسقط خلال القصة، حين تكون الشخضيات في حالة استرخاء أو غضب، وقد لا تسقط أبداً طوال مدة الفيلم. ثم انتقل مارتين للحديث عن الصوتيات وكيفية تأثيرها على مشاعر الجمهور، لكنني لم أتفق معه في كل شيء، لأني أفضل مثلاً أن أترك الحرية للمشاهد بأن يختار ما يشعره تجاه الشخصيات.
كما ناقشنا العلاقة ما بين البداية والنهاية في رحلة الشخصيات. فمع استمرار هذه العلاقة، يجب أن نضع إيقاعاً ما في وسط القصة لنحمل المشاهد على الاحساس بكل ما يصدر عن الشخصيات. وأخيراً تحدث مارتين عن البيئة المحيطة بالشخصية. فمثلاُ، البيت الذي يعيش فيه البطل يمكن أن يؤثر على طريقة تحديده لمساره في رحلته.
كما ذكرت، استمتعت كثيراً أيضاً بعروض أفلام الرسوم المتحركة والروائية القصيرة. تم تقسيمها على خمس جلسات تنافسية، وفي كل جلسة كنا نشاهد ستة من أفضل الأفلام القصيرة التي رأيتها في حياتي. كانت الأفلام الروائية القصيرة مدهشة من حيث تقديم القصة والتصوير، وكذلك الأمر بالنسبة لأفلام الرسوم المتحركة – بعضها كان بالرسم اليدوي وأخرى كانت ثلاثية الأبعاد. كانت التقنيات المستخدمة في صناعتها باهرة. عرضت أفلام من فرنسا والبورتغال، وبرلين وبريطانيا وأميركا ودول أخرى، وقد استمتعت بكل واحد منها.
في نهاية هذا الأسبوع أحسست أني متخمة بالمعلومات والأفكار، وليس باستطاعتي الانتظار حتى أعمل على فيلمي الخاص. لربما تمكنت من عرضه في مهرجان فست العام المقبل!

FEST attendee and DFI pupil Noor Ahmad.
بقلم مريم مصراوة، مشاركة في مهرجان فست
بدت الحلقات النقاشية في فست كالمحاضرات الجامعية: القاعة كبيرة مليئة بالمقاعد، وحيث كان الحضور مشغولين إما بالخربشة، أو مصارعة حاجتهم الشديدة للنوم، أو يتابعون كل كلمة يقولها المتحدث. وهذا الشخص، أي المتحدث، هو السبب الذي دفعهم لبذل جهد والدخول إلى تلك القاعة في المقام الأول – ليتعلموا شيئاً عما هم متيمون به.
لقد بدا الشغف مفتاح كل شيء في فست – فمعظم المشاركين والمنظمين الذين أتيحت لي فرصة لقائهم، لم يملكوا أي شيء آخر غير السينما في أذهانهم!
فست مصمم للشباب، وبينما يشكو البعض هذه الأيام أن المهرجانات السينمائية تعتمد بقوةى على عمليات بيع الأفكار، بدا الجو في فست مختلفاً. إن التدريبات التي تلقيناها أوضحت أن التعليم ضروري لتحقيق النجاح، وكذلك الابقاء على ذهن متفتح ونظرة نقدية – تفتح الذهن ضروري لأن هذا المجال مليء بالأفكار والأشخاص الذين لم تعتد بالضرورة عليهم؛ والنظرة النقدية لأنه عليك أن تحافظ على كيفية رؤيتك للأشياء من حولك.
وبالطبع بعد أن تتعرف على الأدوات المناسبة للقيام بالأمور _مثل الاخراج، واستخدام الكاميرا، وكتابة النصوص وما إلى هنالك)، يبدو جلياً أنك لا تبحث عن تقليد أعمال الآخرين، لكنك تحاول إشراك الناس وتشد انتباههم طوال مدة عملك؟
إليكم مجموعة من النصائح الهامة التي تمكنت من تدوينها أثناء انعقاد فست:
التأليف الموسيقي
اربطوا الألوان بالموسيقى، لأن ذلك يؤدي إلى توليد أفكار ومواضيع أكبر وأوسع.
صناعة الأفلام الوثائقية
تعددت الآراء حول هذا الموضوع، وتشابهت أخرى، أو اختلفت وكان ذلك بحد ذاته مثيراً للاهتمام!
- “إن التصوير بالمعدات المناسبة هو الأهم وليس المعدات الأفضل.”
- “إذا لم تتوفر لديك المعدات المناسبة والنص الجيد، لا تخرج للتصوير.”
- “ لا تفكر بالاضاءة في الخارج: اخرج وصور فحسب.”
تطوير شخصيات الفيلم
- “ وفقاً لمجريات الحياة، نحن بطبيعتنا أغبياء وهذا جانب هام من ابتكار شخصياتك.”
- “ إن الغموض في الأفلام هي في العلاقة ما بين قناع الشخصية وظلالها، لأن الأخير يحاول بسط سيطرته في نهاية الفيلم.”
- “الحوار هام جداً. الفكرة ضرورية، ويجب تشكيلها بطريقة يفهمها الجميع أثناء المشاهدة- وحتى يستمروا بالمشاهدة حتى نهاية الفيلم.

FEST attendee Meriem Mesraoua taking in local art at a museum.
بقلم محمد الابراهيم، قسم التعليم، مؤسسة الدوحة للأفلام
كان فست من أفضل التجارب التي عشتها في حياتي. إنه عبارة عن مهرجان صغير يحضره عدد من صناع الأفلام (معظمهم أوروبيون)، حيث يتجمعون لمشاهدة الأفلام وحضور الورشات وإقامة العلاقات والتواصل. أما حقيقة أنه مهرجان صغير، فهي ما تولّد شعوراً بأهمية شخص صانع الأفلام.
معظم الحضور كانوا طلاباً من معاهد سينمائية. وهكذا شعر الجميع بقوة الرابط فيما بينهم، بفضل تشاركهم القيام بالأمر نفسه في حياتهم. أما الدول التي كانت ممثلة في المهرجان فهي البورتغال، ألمانيا، بلجيكا، فينلنده، اليونان، فرنسا، بريطانيا، إسبانيا وبالطبع قطر.
إحدى أهم الأمور بالنسبة لي كانت برنامج الأفلام الوثائقية القصيرة بأكمله. كانت هناك أفلام مشاركة من جميع دول أوروبا، وحّدت ما بينها كلها القضايا الانسانية.
أحد هذه الأفلام ‘سونار’ لفت انتباهي بشدة. كان يدور حول راقصة باليه صمّاء وموسيقي (صانع الفيلم)، استطاعا أن يتواصلا مع بعضهما البعض بواسطة الموسيقى والتجارب الصوتية. كان ذلك نوع من الاختبارات الاجتماعية، وكانت النتائج مذهلة.
وكانت إدارة المهرجان حريصة على تقريب المسافات بين الجميع. فكل ليلة، كان يجري تنظيم حفل عشاء، حيث يجتمع الكل حول مائدة الطعام، وهي طريقة رائعة للاختلاط والتواصل مع كل المشاركين في المهرجان.

DFI's Associate Producer Mohammed Al-Ibrahim.