المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: محامي لينكون

24 مارس 2011

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: محامي لينكون

ميك هالر (ماثيو ماكونوغي) يعمل محامياً يدير أعماله من المقعد الخلفي لسيارته. تبدو حياته الشخصية والعملية تحت السيطرة، حتى يُطلب منه، لأسباب غير معلنة، الدفاع عن لويس روليه (رايان فيليب)، شاب مدلّل ومزعج من عائلة غنية، متهم باغتصاب فتاة ليل. “محامي لينكون” هو فيلم درامي يلقي الضوء على ضرورة تعلم القيام بما هو صواب، ضمن قوانين لعبة عليك إتقانها، حتى تبقى على قيد الحياة.

video#1

الشعور الأول الذي أحسسته تجاه هذا الفيلم أن وقته أطول من اللازم (119 دقيقة). أعتقد أنه بالنسبة لفيلم إثارة من هذا النوع، كل ما قصر الوقت كلما كان أفضل. مع ذلك، ثمة شيء يتعلق بهذا الفيلم، يدفعك لأن ترغب باصطحاب أصدقائك لمشاهدته في السينما. ربما السبب بالنسبة لي هو بالطبع ماثيو ماكونوغي. ليس لجمال مظهره… لكن للحشرية التي أثارتها في نفسي رغبتي لأن أراه في دور المحامي، بعد أن ارتسمت صورته في ذهني كممثل يرتدي السراويل القصيرة من دون قمصان. الشاب الأٍسمر الطائش المغامر، في أفلام الكوميديا الرومانسية التي لعب فيها الكثير من الأدوار.

ما الذي يجعل هذا الفيلم مختلفاً عن المسلسلات التلفزيونية حول الجرائم والمحامين التي تملأ القنوات؟ الجواب سيكون مرة أخرى، ماثيو ماكونوغي. فالفيلم يلائمه أكثر من أي شخص آخر: إنه يكسر الصورة التي اعتدنا عليها، ويقنعنا بأنه قادر على ارتداء بذلة والتحدث بلهجة المثقفين.

أما بالنسبة للحبكة، فلا شيء مميز فيها، سوى أن هذا المحامي يستخدم سيارته كمكتب متنقل. وهذا يعكس شخصية المحامي الذي يرغب بأن يبقى قريباً من الشارع، كما يسمح لماكونوغي بالاحتفاظ ببعض صفات شخصية الشاب الطائش التي اشتهر بها. وفي مقابل هذه الشخصية، هناك السائق الذي يلعب دوره ببراعة لورانس مايسون، الشخصية الأخرى لهذا المحامي المشغول دوماً والمغامر، المستعد لأن يقبل بأية قضية طالما تدر عليه الأرباح. ويكمّل الثنائي هذا بعضه البعض، لا سيما مع الانجذاب الكبير بينهما والذي تشعر به مباشرة على الشاشة. وبالطريقة التي كنت أتمنى فيها أن يفصّل الفيلم علاقة هذا الثلاثي، السيارة والمحامي والسائق. لكان الفيلم أكثر متعةً.

أما باقي الممثلين، فيضيفون المزيد من القوة إلى الفيلم. ماريسا طعمه تبرع في دور الزوجة السابقة لـ ميك، وأيضاً ويليام مايسي بدور المحقق ويد ميك اليمنى في جمع الأدلة. ولا يظهر مايكل بينيا كثيراً ومع ذلك فإن ذلك يبدو كافياً تماماً. فهو يلعب دور زبون سابق بريء في السجن، يهز ضمير المحامي، بعد مضي سنوات. أما رايان فيليب فقد تمكن من أداء الدور المعقّد للشاب المدلل المزعج، والذي يملك القوة للتلاعب بجميع من حوله.

أبهرتني الطريقة التي جسّد بها الفيلم شخصية المجرمين، كأشخاص محببين، تتعاطف معهم. تعلمت أيضاً بعض الأمور عن الحياة الخفية للمحامين والمحققين. لكن أهم جملة بالنسبة لي في الفيلم كانت “والدي يقول أكثر الزبائن إثارة للرعب هم الأبرياء”. فهذا الفيلم يدور حول براءة الناس، والأخلاقية في أيدي المتلاعبين، والحقيقة بطريقة لم تكن لتتخيلها.

محامي لينكون نزل الآن في صالات الدوحة. إذا كنتم شغوفين بأفلام التحقيقات في الجرائم والمحاكم، هذا الفيلم يناسبكم تماماً.

blog comments powered by Disqus

staging