نقد سينمائي: تيك شلتر
07 مايو 2012

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم: تيك شلتر (اتخذ ملجأ)
إخراج: جف نيكولز
بطولة: مايكل شانون، جسيكا تشاستاين، شي وينغهام
مدة العرض: 120 دقيقة
كورتيس (مايكل شانون) هو رب أسرة حنون، يعمل بكدّ لتأمين حياة هانئة لزوجته وابنه الأصم. فجأةً يبدأ برؤية أحلام عنيفة وهذيان مروّع، فينتابه خوف من إمكانية إصابته بمرض نفسي.
يبدأ كورتيس بالبحث عن إجابات منطقية وحسّية، فيلجأ إلى العلم وقراءة كتب التحليل النفسي، والبحث والعلاج. يزور والدته ليسأل عن حالة ألزهايمر (مرض فقدان الذاكرة) التي تعاني منها، والذي قد يكون هو أيضاً مصاباً بها. إنه يشعر بنهم شديد للحصول على إجابات طبية شافية، وتتملكه رغبة بحماية أحبائه. يجب أن يتأكد بأن عائلته قادرة على مواجهة أشد العواصف عنفاً.ويشعر كورتيس أيضاً بالحيرة تمزّقه ما بين الحقائق العلمية وتفسير تلك الرؤى التي لا يمكنه تجاهلها، فيعمد إلى بناء ملجأ باهظ الثمن لحماية عائلته من تلك العاصفة التي تنبأ بها. غير أن تصرفاته تعرض أحباءه للابتعاد والنفور منه.
مقدمة الفيلم هي سلسلة من الأحداث السوريالية كما يراها كورتيس نفسه: مطر بنيّ اللون، عواصف متكررة وحيونات تتصرف بغرابة. نشعر بالصدمة حين ندرك أن ما يراه كورتيس، لا أحد غيره باستطاعته رؤيته. وتزحف كل تلك الاشارات والنبوءات إلى سريره بشكل كوابيس، فتجعله مضطرباً، متوتراً، وغير قادر على التركيز.
وتتحوّل السماء إلى شخصية أساسية في الفيلم، يساعد في ذلك أسلوب التصوير الرمزي الذي يبدو واضحاً. تتكرّر الأحداث المصوّرة بشكل جميل، وتتدرّج بشكل جميل ومؤثر، مبرزةً ما يدور في تفكير كورتيس. كل ما يفهمه أثناء مروره بهذه التجربة هو ضرورة حماية عائلته. فهذه الاشارات التي لا يراه أحد سواه، تثبت مرة أخرى وعلى طريقة تاركوفسكي كيف يمكن للطبيعة أن تصبح شخصية أساسية في فهم ما وراء ما نراه، ونسمعه من حوار.
ويثير الفيلم قضايا مهمة حول معاني العائلة والمسؤوليات الملقاة على عاتق أفرادها والمعاناة بين غريزة الحماية والضغوطات الناتجة عن الأخطار الكبرى التي تكون على مستوى النبوءات.
تيك شلتر هو الفيلم الروائي الثاني للمخرج جف نيكولز، وهو تحفة سينمائية فيها ما فيه من الشاعرية البصرية والتفكير بالحياة من خلال الأحلام والرموز. لقد ابتدع أجواءً كما لو أنه ألف قطعة موسيقية نادرة، لفيلم نفسي. مايكل شانون وجسيكا تشاستاين (شجرة الحياة، الخادمة) ينفذان رؤيته هذه من خلال أداء رائع.
يعرض الفيلم في الدوحة ابتداءً من الثلاثاء 8 مايو، وإذا كنتم تبحثون عن تجربة مثيرة، احجزوا تذاكركم الآن. للمزيد من المعلومات، انقر هنا.
video#1