نقد سينمائي: ظل البحر
13 يناير 2013

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم: ظل البحر
إخراج: نواف الجناحي
تأليف محمد حسن أحمد
بطولة: عمر الملا، نيفين ماضي، أبرار الحمد، عائشة عبدالرحمن وبلال عبدالله
مدة العرض: 98 دقيقة
هذا الفيلم الروائي الثاني للمخرج الاماراتي نواف الجناحي يصوّر عن كثب الحياة في البلدة الساحلية القديمة رأس الخيمة، حيث يعمل المراهق الاماراتي منصور في توصيل العصائر الطازجة التي تعدّها أمه. منصور مغرم بكلثم، أجمل فتاة في الجوار، لكن عليه أن يجد الطريقة التي يعبّر لها بها عن مشاعره، في ظل القيود التي تفرضها الثقافة المحلية. من جهة أخرى، تعيش كلثم صراعاً جراء عدم مبالاة والدها تجاه عائلته بعد وفاة زوجته.
إن كفاح مراهق يمر بمرحلة البلوغ له موضوع قادر على اجتذاب اهتمام الجماهير حول العالم. وجناحي يصوّره بطريقة فيها فهم عميق للبيئة المحلية. وقد كتب السيناريو أحد أفضل الكتاب السينمائيين الاماراتيين اليوم محمد حسن أحمد، ويمهّد صانعا الأفلام هذين عبره لموجة سينمائية جديدة آتية من ناحية الخليج العربي. إنهما يطبعان أعمالهما بنكهة ثقافتهما من حيث الأسلوب والمضمون.
ويلقي فيلم “ظل البحر” الضوء على جزء من الامارات لا يعرفه الكثيرون في العالم. إنه يذهب إلى كنف العائلات الاماراتية التقليدية، التي تعيش في منازل مواجهةً أحياناً مشاكل مادية بالاضافة إلى أمور أخرى، كأي عائلة أخرى. إنه يخلق الأجواء المناسبة التي تمكّن الجمهور من التآلف مع الشخصيات من دون الابتعاد عن القيم المحلية.
أما تطوير الشخصيات فهو ناجح، نسبةً للفهم العميق لدوافعها. ردود أفعال والد كلثم، وعلى الرغم من أنها مزعجة، سببها الحزن العميق الذي يشعر به. أما طبيعة والدة منصور العدوانية فتعود لامرأة تعيل عائلتها بعد أن صار زوجها كسيحاً. وقد تكون نتيجة تصرفاتهم مأساوية، لا سيما بالنسبة لكلثم.
إيقاع الفيلم جميل وصولاً حتى النهاية، لكنه يفتقد أحياناً لنقاط الذروة الضرورية لإقفال بعض المشاهد. وعلى الرغم من أهمية بعض الأحداث، غير أن الاثارة أحياناً غائبة.
غير أن جناحي ينجح في هذه المبادرة، بتصوير تعقيدات النشوء في دولة كالامارات.
Sea Shadow - Trailer
إعلان فيلم ظل البحر