نقد سينمائي: حلبجة، الأطفال المفقودون
13 أبريل 2012

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم: حلبجة، الأطفال المفقودون
إخراج: أكرم هيدو
مدة العرض: 72 دقيقة
النوع: وثائقي
16 مارس 1988، يوم يعرف بيوم الجمعة الدامي، حدثت فيه إحدى أفظع الجرائم ضد الانسانية، وكان ذلك خلال حرب العراق-إيران. في هذا اليوم، قتل أكثر 4000 شخص بالغازات السامة التي أطلقها صدام في البلدة الكردية حلبجة في كردستان العراق. كما اختفى أكثر من 400 طفل، ولا يزال أفراد عائلاتهم يتأملون بالعثور عليهم.
يبدأ هذا الفيلم باستذكار هذا الحدث المرير. ونرى آلاف الأسماء مكتوبة على جدار تذكاري. بعض الذين بقوا على قيد الحياة، يتمنون لو أنهم ماتوا في الاعتداء. ما الذي يدعو للحياة بعد موت كل أفراد عائلتهم.
ومن خلال عيني علي، شاب اختفى حين كان عمره ثلاثة أشهر، نعود بعد 21 عاماً إلى حلبجة، لنفتح ملفاً ذهب طي النسيان في العالم منذ زمن بعيد. تبنته عائلة في إيران ولم يتعرف يوماً إلى عائلته الحقيقية. نراه يدخل إلى مقبرة، ليجد اسمه مكتوباً على إحدى القبور. ينظر إليه بصمت. ويأجج أمل العديد من العائلات للعثور على أولادها المفقودين.
يبدأ بحثه في التاريخ وتفاصيل ذلك اليوم المشؤوم الذي أبعده عن بلدته. يشاهد الكثير من الصور المؤلمة لضحايا الاعتداء ومعظمهم من النساء والأطفال. وقد تكون عائلته من بينها.
وبعد أن تدعي خمس عائلات أن علي ابنها، تبنت الحكومة الكردية القضية. لكن الأهم أن علي طفل عاد، بغض النظر إلى أية عائلة. لقد رجع حاملاً معه الأمل بالعثور على أطفال فقدوا ولكن لم يذهبوا طي النسيان.
ما زالوا يحتفظون بصور صغارهم ويروون أحداث المرة الأخيرة التي شاهدوا فيها أطفالهم، ولا زالوا يحلمون بأن يرجعوا إليهم.
هل سيعثر علي على عائلته؟ وإذا عثر عليهم هل سيجلب ذلك المزيد من التفاؤل أو مجرد المزيد من الألم؟
هذا الوثائقي يفتح جدلاً حول مصير المفقودين وجهود الحكومة في البحث عن “الأطفال المفقودين”.
video#1