المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: المغادرون أو الرحيل (٢٠٠٨)

25 مارس 2012

ـ بما أن مؤسسة الدوحة للأفلام أطلقت سلسلة عروض أفلام على مدار العام، عارضةً أفضل الأعمال اليابانية، نتناول في مدونتنا هذا الأسبوع فيلم “المغادرون” أو “الرحيل”. فاز هذا الفيلم بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام ٢٠٠٩، وهول أول العنقود في سلسلة عروض أروع الانتاجات الحديثة والكلاسيكية اليابانية، احتفالاً بأربعين عاماً من العلاقات الديبلوماسية بين قطر واليابان.ـ

ـفي هذه المدوّنة، يقوم الصحافي جاد سلفيتي بكتاب نقد سينمائي حول الفيلم.ـ

الفيلم: المغادرون أو الرحيل
إخراج: يوجيرو تاكيتا

بطولة: ماساهيرو موتوكي، ريوكو هيروسو ،تسوتومو يامازاكي
العام:٢٠٠٨
مدة العرض: ١٣١ دقيقة

قلة من الأفلام اليابانية تنغمس في فن تكفين الموتى الياباني. هذا بالتحديد ما فعله فيلم “المغادرون” أو ما يعرف أيضاً تحت عنوان “الرحيل” للمخرج يوجيرو تاكيتا، والذي فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام ٢٠٠٩.

هذا الفيلم مقتبس عن السيرة الذاتية التي كتبهاأوكي سيمون عام ٢٠٠٢ تحت عنوان: “مكفّن الموتى: سيرة حياة مكفن موتى بوذي”. وفيه البطل دايغو (يلعب دوره عضو سابق في فرقة موسيقية شبابية ماساهيرو موتوكي) هو عازف تشيللو ذو حظ تعيس، يخسر وظيفته بعد أن تنحل فرقة الأوركسترا التي كان يعمل فيها.

يعود إلى بلدته النائية بصحبة زوجته المحبة ميكا (ريوكي هوروسو) ويسكن في منزل أمه المتوفاة في محاولة لإعادة بناء حياته. يكتشف إعلاناً في جريدة لما يظنه وكالة سفر تساعد على “المغادرة” أو “الرحيل“، ثم يكتشف لاحقاً أن الوظيفة المعلن عنها هي لشركة متخصصة في المساعدة على نوع آخر من الرحيل. إنه الرحيل الذي لا رجعة منه: الموت. وهكذا، يتخصص في فن التكفين. الأحداث التي تلي ذلك عبارة عن تصوير للتعايش مع فكرة الموت، لا سيما أن بطلنا مضطر إلى التغلب على قرفه من هذا النوع من العمل، إضافةً إلى التغلب على مخاوف شخصية لديه،

تلك كلها عناصر درامية من الطراز الأول. دور معلم البطل السيد ساساكي (تسوتومو يامازاكي) الذي يقدم له الوظيفة مميز جداً، إضافةً إلى دور يوريكو (كيميكو يو)، عاملةً أخرى في وكالة الجنازات.

ويسير فيلم “المغادرون” على خطى أفلام يابانية مميزة أخرى مثل “إيكيرو” للمخرج كوروساوا و“الجنازة” للمخرج جوزو. لكن بينما يركز هذان الفيلمان على تأثير الموت، يركز “المغادرون” على طقوس التكفين وتحضير الميت للعبور إلى الحياة الأخرى. يتناول الفيلم أيضاً مسألة الهجر سواء في الحياة أو الموت كواقع مرير. أما أفضل ما في الفيلم حقيقةً فهو تصويره الساحر. لا يفوّت الفيلم في مشاهده تصوير أشجار أزهار الكرز، التي تزهر في الربيع وتذكر اليابانيين أن الحياة تتجدد بعد الشتاء لتموت سريعاً بعد ذلك. وفي تقبّل سرعة الزوال هذه، يحاول اليابانيون تعريف أنفسهم.

Scene from the film 'Departures"

ومن خلال تصوير قساوة الموت إلى جانب التجميل الدقيق والرقيق للموتى بيد دايغو، يتمكن الجمهور من التعرف على يمكّن التحضير الدقيق الجسد من الانتقال إلى محطته الأخيرة. هذا التناقض يواجه دور الشخصيات التي تواجه الموت يومياً لكنها تصنع منه شكلاً من أشكال الفن؛ فن فيه الكثير من الرقة والجمال.

وعلى خلفية من الموسيقى الكلاسيكية التي ساعدته كثيراً، يجاور تاكيتا ما بين المقدسات وانتهاكها في فيلم رقيق وجميل فيه أيضاً من الفسوق ما يجتذب المشاهد ويسمره. هذا الجمع ما بين السامي والسخيف بسيط، لكنه يثري القصة.

عام 2009، تمكن هذا الفيلم من الانتصار على الفيلم الذي حقق ضجة وإعجاباً “والتز ويذ بشير” (والتز مع بشير)، و“ذا كلاس“، وحاز على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. تحت صورته الظاهرة العاطفية والجميلة، ترقد الكثير من الأمور التي تلامس طبيعة الموت الرمادية. سوف تعرفون كل شيء إذا بحثتم قليلاً تحت السطح.

للترجمة العربية اضغط على

Departures - Trailer

إعلان فيلم "المغادرون"

blog comments powered by Disqus

staging