نقد سينمائي: كابتين أميركا: المنتقم الأول (2011)
08 سبتمبر 2011

بقلم بن روبنسون، قسم التعليم، مؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم: كابتين أميركا: المنتقم الأول
العام: 2011
إخراج: جو جونستون
بطولة: كريس إيفانز، هيوغو ويفينغ وسامويل أل جاكسون
النوع: أكشن، مغامرة، خيال علمي
قبل البدء بنقد فيلم كـ“كابتن أميركا“،لا بدّ أن أتساءل عن الوقت الذي قد أحتاج إليه للحديث عن مواضيع كالانتماء الوطني والحرب. وهل من الضروري أن أقول إن هذا الفيلم الذي أخرجه جون جونستون، ليس إلا عملاً خيالياً تافهاً ودون المستوى، ليس له أي هدف آخر سوى الترفيه؟ غير أني وجدت في الجهة المقابلة أن الحديث في هذا الموضوع أصبح مستهلكاً. إن فيلم كابتن أميركا يحمل جدلاً سياسياً بقدر ما حمله فيلم “حرب النجوم” (فهدفهما يبدو أنه لا يتخطى أكثر من كونه المزيد من التأكيد على العظمة الأميركية، وهما لا يؤججان أي جدل آخر يتعلق بالأسلوب السينمائي المتّبع). كما أني شعرت بالحاجة إلى المقارنة بين ما يُطلق عليها “السينما الجيدة” و “السينما السيئة“، و(المعروفة أيضاً بالفن الراقي والفن الهابط). لا تسيؤوا فهمي: إن فيلم كابتن أميركا هو كوجبة ماك دونالدز “هابي ميل” الممتعة لكن الخالية من أية قيمة غذائية. أي أنه ليس بالضرورة فيلماً قد أذهب لمشاهدته لإثراء ثقافتي السينمائية. كم أتمنى لو أن دور العرض القطرية تعرض أفلاماً نخبوية، لكن حتى ذلك الحين، لنحاول الاستمتاع بعيداً عن الاحساس بالذنب!
لنتكلم قليلاً الآن عن الفيلم. فيلم كابتن أميركا هو أحدث إنجازات امبراطورية مارفل استوديو لأبطال المجلات الكارتونية الذين تحولوا إلى أفلام ، وهو آخر عمل في سلسلة الأفلام التي مهّدت لفيلم “المنتقمون“، الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر. فيلم أفنجرز أو المنتقمون، والذي سيصدر عام 2012 سيجمع كل من كاب وآيرون مان (الرجل الحديدي)، وثور، وهالك (الرجل الأخضر) وأبطال خياليين آخرين، أقل أهمية، أمثال بلاك ويدو (الأرملة السوداء) وهوكي، لمواجهة الشرير لوكل الذي يعمل على تدمير العالم (أليس ذلك مستهلكاً)؟
يعود بنا كابتين أميركا إلى حقبة الحرب العالمية الثانية ليعرفنا بالرجل الجبان ستيف روجرز، (كريس إيفانز – الممثل الوحيد – على حد علمي- الذي أدى دور بطليْن خارقيْن تابعيْن لشركة مارفل، كونه لعب أيضاً دور الشعلة البشرية في فيلم “فانتاستيك فور (الأربعة الرائعون). يقوم رودجرز بمحاولة أخيرة ويائسة للانضمام إلى الجيش والمحاربة ضد جحافل هتلر، بعدما تم رفض طلب التجنيد مراراً وتكراراً لأسباب صحية. يحالفه الحظ ويتمكن من لفت نظر الدكتور ابراهام إيرسكين غريب الأطوار، والعالم ألماني المنفي الذي تمكن من تطوير مادة تعمل على تحويل البشر العاديين إلى جنود خارقين. وهكذا ولدت أسطورة كابتن أميركا في حكومة سرية في قلب بروكلين.
انطلاقاً من وقائع تاريخية محوّرة على طريقة شركة مارفل، عمل هتلر على تجنيد رد سكال (الجمجمة الحمراء) الذي جسد دوره هيوغو ويفينغ، وهو مهووس منحرف بالتكنولوجيا، يرغب بتدمير العالم. ولقد قام المخرج المخضرم جون جونستون – المخرج الفني لأفلام حرب النجوم الأولى، ومخرج فيلم جوراسيك بارك 3، بالاضافة إلى أفلام استهلاكية أخرى، بتقليد الأساليب الاخراجية في أفلام إنديانا جونز، هل بوي (فتى الجحيم)، وحرب النجوم، وفيلمه الآخر الذي يدور في حقبة الحرب العالمية الثانية (ذا روكيتير) الذي أنجزه عام 1991، من أجل إضفاء المزيد من الحركة وحس المغامرة على الفيلم.
Captain America: The First Avenger - Trailer
المقطع الاعلاني لفيلم كابتين أميركا: المنتقم الأول