المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: مقهى عادي

26 أبريل 2012

بقلم كليم أفتاب

الفيلم: مقهى عادي

إخراج: ريتاش باترا

النوع: وثائقي

أصعب الأمور في السينما هي أن تنجح في المحافظة على اهتمام وتركيز الجمهور أثناء مشهد لحوار يمتد لفترة طويلة من الوقت. لهذا السبب، كان هناك تهليل كثير للمشهد الأول للفيلم المخيّب للآمال من إخراج كوينتن ترانتينو “إنغلوريوس باستردز”. غير أنه بطريقة أو بأخرى، يبدو الفيلم القصير الذي أخرجه ريتاش باترا، أكثر جاذبيةً من افتتاحية تارانتينو، لأن المخرج الأميركي جعل ميلاني لوران تبدو بدور الشخصية الثانوية الدخلية. أما في فيلم مقهى عادي، فنرى رجلاً وامرأة يجلسان ببساطة على طاولة خارجية لمقهى هادئ في القاهرة.

يبدأ المشهد الأول مع مي (مي أبوزيد) شابة متحجبة تجلس منتظرة على طاولة. يصل صديقها علاء (علاء عزت)، وباستطاعتنا حينها أن نتميّز قربهما من بعضهما البعض من طريقة المصافحة قبل أن يقدم على الجلوس. يسألها ما إذا كانت رحلتها مريحة فتخبره أن أختها حصلت على الطلاق بعد زواج دام ثلاث سنوات لأن زوجها كان يضربها. يبدو قلقها واضحاً من نسبة الطلاق المتصاعدة في مصر، غير أن تخبره عن استمتاعها بلقاء سواح على متن القطار، لأن حديثهم اتسم بالحميمية والصراحة.

أجزم بأن باترا وببراعة متناهية، صوّر الشارع المصري المتغيّر، حيث بات الناس يتخلون عن القوانين الاجتماعية. طريقة إجراء الحوار والتنقل من موضوع إلى آخر على مدى عشر دقائق تذكرنا بعباس كياروستامي وأصغر فرهدي. في البداية، تبدو لنا دوافعها غير واضحة، لكنها تتكشف لنا شيئاً فشيئاً دون أن تعبّر عنها بشكل صريح. يعود الفضل في ذلك إلى طريقة الأداء، لا سيما أداء أبو زيد وبالطبع الاخراج الجيد الذي يترنّح ما بين المشاهد الواسعة والقريبة. باترا بالتأكيد مخرج موهوب يستحق المشاهدة.

blog comments powered by Disqus

staging