بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: آمال
إخراج: نجوم الغانم
بطولة: آمال حويجة
النوع: وثائقي
مدة العرض: 88 دقيقة

أمال حويجة هي ممثلة مسرحية وتلفزيونية سورية. وكما يفعل العديد من شعوب بلاد الشام، ذهبت إلى الامارات العربية آملةً بحياة أفضل. غير أنها تجد نفسها غارقةً في روتين لم تكن تتوقعه. بالطبع تمكنت من تحقيق الاستقرار والأمان في حياتها، لكنها تشتاق إلى المشهد الفني الثري في وطنها، وهي محتارة بين البقاء والعودة.

من الصعب أن تُعرف في بلدك، وأن تأسس نفسك من الصفر في بلاد غريبة. ذلك كان الدافع للمخرجة الاماراتية نجوم الغانم لأنجاز هذا الفيلم الوثائقي. في جلسة الأسئلة والأجوبة التي تلت العرض الأول للفيلم في مهرجان الخليج السينمائي الخامس، اعترفت بتعرّضها لمصير مماثل حين درست في الخارج فقررت إنجاز فيلم خيالي يعالج قضية اندماج المغتربين في الامارات من خلال عيون فنانة.

وحين بدأت كتابة الفيلم بمشاركة الممثلة آمال حويجة، اكتشفت بأن الممثلة السورية كانت تعيش مأساة كبيرة في حياتها، تبين أنها كافية لتحويل الفيلم الروائي إلى فيلم وثائقي حول حياتها.

آمال كانت تعمل في تلفزيون محلي، حيث أنها تعطي صوتها لشخصية كارتونية يحبها الأطفال، ثم عملت لاحقاً في مجلة الأطفال الشهيرة “الكابتن ماجد”.

وتمتلك آمال خبرةً واسعة في التمثيل على المسرح وأمام الكاميرا. جعلها شغفها بالمسرح وموهبتها الفذة إحدى أهم الأصوات الكارتونية في مسلسلات كارتون الأطفال. لكن ومع انشهار صوتها، إلا أن لا أحد يعرف شكلها، فتجد أمال نفسها بمواجهة مع المصير ذاته في الامارات. إنها تعيش في أبو ظبي، وتحب هدوء المدينة وتحب عملها، لكن ذلك ليس كافياً بالنسبة لفنانة حساسة مثلها.

Scene from the film 'Amal'

تحاول أن تعوّض بأن تكون ناشطة في المشهد الثقافي الاماراتي المحلي، لكنها تجد أن ثمة عنصر أساسي ينقصه.

حين نشاهد تلك المرأة في متوسط عمرها، مليئة بالحياة، لا نقدر إلا أن نعجب بشخصيتها المحببة وموهبتها الرائعة.

إنها تمثّل الفنانين الذين يعيشون في دبي، وأيضاً كل الفنانين الذين يحاولون تحصيل معيشتهم خارج حدود أوطانهم، ويخاطرون في البقاء في الظل طوال حياتهم.

إنه الفيلم الثاني الذي يعرض في هذا المهرجان، إلى جانب فيلم “شجرة أكرم” الذي يحكي قصة الفنان المعروف أكرم خان، الذي يعالج المشهد الثقافي الغني الذي يفتقر إلى التفاعل الجدي من جانب الجمهور المحلي. لكن المثير للاستغراب هو أن العرضين كانا مكتظين بالمشاهدين، مما يدفع للظن بأن المشهد الفني بات أقل تهميشاً.