نقد سينمائي: انفصال
11 يونيو 2012

بقلم ريم صالح، قسم الويب، مؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم: انفصال
عام الانتاج: 2011
النوع: دراما
مدة العرض: 123 دقيقة
هذا العام، مُنحت جائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية إلى فيلم “انفصال” للمخرج أ“صغر فرهادي()”:https://www.dohafilminstitute.com/ar/videos/a-separation-screening-promo وهو الخامس له. وقد كان ذلك الفوز في شهر فبراير الماضي الأول من نوعه لمخرج إيراني.
تجري أحداث هذه القصة في طهران الحديثة، حيث يقف كل من نادر (بيام معادي) وسيمين (ليلى حاتمي) على حافة الطلاق. سيمين تريد ترك إيران مع ابنتها ترمه (سارينا فرهادي) بعد أن كافحت لمدة عام ونصف العام للحصول على تأشيرة. أما نادر فيريد البقاء مع والده الذي يعاني من مرض الخرف. وبعد أن تصبح التسوية مستحيلة، تترك سيمين زوجها وتذهب للعيش مع والديْها. في حين تقرّر ترمه أن تقود معركتها على طريقتها الخاصة. فتبقى مع والدها، على أمل أن يجبر ذلك أمها على البقاء في البلد والعودة إلى البيت.
يجد نادر نفسه أمام ضغوط هائلة، فيستخدم راضية، امرأة فقيرة وحامل للاعتناء بوالده. غير أن راضية تعمل في الخفاء عن زوجها، معارضةً بذلك رغبته. وهي عكس سيمين، امرأة متدينة، تقوم بمحاولات يائسة لمساعدة زوجها العاطل عن العمل والذي يهدده دائنوه بالسجن لعدم قدرته على الايفاء بديونه.
وفي أحد الأيام، يعود نادر إلى البيت من العمل ليجد والده مربوطاً إلى سريره، وقد وقع أرضاً وعلى وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. يبحث عن راضية (ساره بيات) ولا يجدها. حين تعود إلى البيت، تجد الغضب وقد سيطر على رب عملها، فيتعاركان ويحصل ما لم يكن في الحسبان.
يمكن القول إن فيلم “انفصال” هو دراما بسيطة تحمل في طياتها العديد من الحيثيات. مشاهد الفيلم بمعظمها لا يمكن نسيانها، والتمثيل فيها مذهل وطبيعي جداً، لدرجة يشعر معها المشاهد بأن الشخصيات قد يكونون جيرانه.
إنه انفصال زوجين تختلف أولوياتهما؛ حيث يصطدم مستقبل سيمين بالواقع المرير لزوجها نادر. الشخصية الوحيدة التي تحاول أن تبث التماسك، هي ترمه الممزقة بين والديْها، والتي تحاول أن تواجه المصير الموحد الذي ينتظر كل زوجيْن متضاربيْن. كنا أن الفيلم يرمز إلى انفصال الطبقات عن بعضها البعض: النخبة المثقفة والعمال المتدينون. كلاهما يكافح للبقاء بغض النظر عن الظروف المادية أو المعنوية التي قد تهددهما. ووسط كل تلك التعقيدات، يضع فرهادي بعض الأحداث التي تلقي نظرة على ما يحدث في أروقة المجتمع.
فيلم “انفصال” يشبه عملاً أدبياً مصوراً. قد يحتمل تفسيرات مختلفة، وإشارات إلى الطبيعة الانسانية وعلاقات البشر ببعضهم البعض. تكثر فيه الأسئلة حول الصدق والبراءة والشعور بالذنب. إنه أيضاً صورة عن المدينة التي يسيء كثيرون الظن بها ويعتبرونها حاضنةً للتطرف والتعصّب.
إنه أفضل فيلم على الاطلاق في العام 2012، وهو من النوع الذي لن تتمكنون من الشفاء منه ربما إلى الأبد.
سيعرض الفيلم في مسرح كتارا كجزء من عروضات الأفلام التي تقدمها مؤسسة الدوحة للأفلام على مدار العام. لا تفوتكم فرصة مشاهدته! احجزوا تذاكركم الآن هنا:“https://www.dohafilminstitute.com/films/a-separation()”:https://www.dohafilminstitute.com/films/a-separation
video#1