المدوّنة

العودة الى القائمة

كوميك كون في منطقتنا

01 مايو 2012

“أمي! أبي! وافقوا على عرض المقطع الإعلاني لفيلم “كوزميك فينيكس” في كوميك كون!”

تحديق في الفراغ…

أهلاً وسهلاً بكم في حياتي. كوني من عشاق الخيال وعلم الخيال وأي شي بعيد عن الواقع، أجد نفسي أحدّق في تعبيرات فارغة عند مناقشة السؤال الأبدي سواء كان ستارباك الإنسان الآلي سيلون أو ما إذا كان “فايرفلاي” أفضل ما قام به جوس ويدون خلال مسيرته المهنية. أتذكر عند نشأتي في الدوحة مجموعة صغيرة من الأمور، منها توجهنا لمشاهدة “ذا تو تاورز” في السينما. وسط ضحكات وهمسات على” حبيبتي…” كنت متعلقاً المسخ الشرير مدفوعاً بالولاء والإخلاص لسامويز جامجي.

عندما غادرت الشرق الأوسط إلى أستراليا لإكمال الدراسات العليا، اكتشفت بأن هناك أشخاصاً ضائعين في عالمهم الخيالي الخاص. إذا كنت تعرف الأستراليين، فأنت على علم بسحرهم … لا، هوسهم بكل شيء من حقبة السبعينات والثمانينات. يقال بأن هوسهم قد أدى إلى اكتشاف الفيلم الأسترالي من الدرجة الثانية كأشهر فيلم خيال علمي ورعب وحركة … ينصح برؤية فيلم “السيارات التي أكلت باريس (ذا كارز ذات إين باريس) .

كانت فترة التخلي عن الخيال بالكامل عندما اكتشفت كوميك كون سان دييغو العالمي، ويا إلهي كم كنت أريد الذهاب. غير أن ميزانية الطالب لا تسمح بالسفر، فلم أتمكن من القيام برحلتي إلى الجهة الأخرى من المحيط. بعد ستة سنوات، كنت مع كوميك كون ومصصمة الأزياء وعارضة ملابس شخصيات الكوميك هولي كونراد بطلة مسلسل “كوميك كون حلقة 4: إي فانز هوب” لمورغان سبورلك. كان ذلك في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي هنا في الخليح، وليس في مهرجان كوميك كان سان دييغو.

ساعدني عملي في مؤسسة الدوحة للأفلام على التعرف على عالم الخيال العلمي والخيال وفن الكوميك كون التراثي الشعبي في المنطقة، الذي يشمل بعضه عالم غني بروايات مصورة وروايات المانغا (كوميك / كارتون الياباني) و جامعي الكوميك. في حين يعمل البعض لإيجاد مكانة مميزة للشخصيات والمنتجات العربية. ولا ننسى بأن الأساطير العربية تركت بصمتها في أوائل الرسوم الخيالية الغربية، ابتداءً من فيلم علاء الدين من انتاج ديزني إلى التصوير الغربي للأشباح في “ليلة الأموات الأحياء” (نايت أوف ذا ليفينغ ديد). وحصل الأمر نفسه بعد مرور أشهر من فوز فيلم سبورلك الوثائقي بجائزة الجمهور في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، عندما أقيم مهرجان كوميك كون وأفلام الشرق الأوسط الأول.

لم تكن هناك قوة تمنعني من النجاح. في المقابل – تماماً كما تحققت أحلامي الشرقية في كوميك كون- كانت هناك فرصة لإغتنامها. عملت إلى جانب بن روبنسون، الخبير في الخيال العلمي ومدير ورشة عمل الميثولوجيا في مؤسسة الدوحة للأفلام، وقد كنت بدأت العمل على إنتاج أول فيلم عربي وموسيقي وخيال علمي وكوميدي (نعم، كل تلك الأشياء) “توباز دوو: كوزميك فينيكس”. كتب الفيلم في البداية بالتعاون مع الكاتبة القطرية السيدة صوفيا الماريا، وحظي بترحيب كبير في مهرجان كوميك كون وأفلام الشرق الأوسط، حيث عرضنا في المهرجان أول مقطعين إعلانيين للفيلم قبل أفلام “ستار تريك” و “ذا ميتريكس”. في يوم من الأيام، أدعو أن يكون هناك في المستقبل عرض أول للفيلم في مهرجان كوميك كون وأفلام الشرق الأوسط.

نجح مهرجان كوميك كون وأفلام الشرق الأوسط في لفت الإنتباه إلى أساطير المنطقة التي حققت نجاحاً في هذا النوع، وأولئك الذين يطمحون في اتخاذ خطوات جدية في مجال الخيال العلمي الكوميدي وصناعة الروايات المصورة. ابتداءً بفنانين إماراتيين شباب، بولي لاين، وصولاً إلى تطوير استديوهات الرسوم المتحركة بتقنية الكمبيوتر، منها أكسبانز وأبطال الرسوم المتحركة العربية منها صوت جهاد الأطرش في “غرندايزر” والرواد في مجال الكوميديا والرسوم المتحركة، الدكتور نايف المطاوعة مع فيلمه “99” وسفير مراسي محمد سعيد حارب ومسلسله الساحر “فريج“، كان مهرجان كوميك كون وأفلام الشرق الأوسط ناجحاً في هدفه في توفير منصة إقليمية لعشاق علم الخيال العلمي والأسطورة والكوميك وكل ما يرتبط به.

'Freej'!

وسط حشد من الجمهور يرتدون أزياء الرسوم المتحركة التي تمثل الجن والعفاريت وناروتوس وجدت نفسي أتمتع بأقدر قدر من الراحة منذ قدومي إلى الخليج. على الرغم من تنافس أفراد الكوميك كون في بعض الأوقات لكنهم محترمون جداً، فأولئك الحالمون والمفكرون المبتكرون، هم أكثر الأشخاص إلهاماً ممن قابلتهم. صحيح أن الأسطورة والخيال يمكن ان تعتبر نوعاً من الهروب، ولكن ليس هروباً من العالم. إنه الهرب إلى المكان الوحيد الذي يمكن أن يحدده خيالك. والأهم من ذلك كلّه، هو عادات رواية القصص في العالم العربي وحبنا للقصص الشعبية والأساطير من الأجيال السابقة. مع مبادرات مهرجان كوميك كون وأفلام الشرق الأوسط ودعم مؤسسات مثل استديو الأساطير في مؤسسة الدوحة للأفلام والإنتاج المتواصل لأفلام من هذا النوع منها “توباز دو: كوزميك فينيكس” و الفيلم القطري “الحبس”. سيبدأ العالم بالتعرف على أصل هذه الثقافة الجميلة. وكما يقولون “لوك، حبيبي، أنا والدك” … إني أمزح! يحيا موكيك كون والأصدقاء. …

blog comments powered by Disqus

staging