عكّاس: ورشة التصوير السينمائي
13 فبراير 2013

بقلم بن روبنسون
ترجمة عروبة حسين
تطوّر مؤسسة الدوحة للأفلام مجموعة ورشاتها ومبادراتها السينمائية، مع سلسلة جديدة من الدورات التدريبية والانتاجات السينمائية على أجندتها لهذا العام.
وفي الفترة الممتدة ما بين 27 يناير- 3 فبراير، نظّمنا أول ورشةً للتصوير السينمائي لهذا العام. 8 أيام من التدريب المكثّف في الحي الثقافي، كتارا، قادها المصوّر السينمائي في مؤسسة الدوحة للأفلام توماس هاينز وأنا شخصياً (عملت في هندسة الاضاءة والتصوير والاخراج السينمائي لمدة 10 أعوام في بريطانيا)، وقمنا خلالها بتعريف 18 طالباً إلى التقنيات الأساسية للاضاءة والتصوير السينمائي. وردنا 191 طلباً للاشتراك في هذه الورشة حين أعلنّا عنها في نوفمبر 2012، وكان اختيار العدد المحدود صعباً جداً. لكن في النهاية اخترنا الأشخاص الذين برهنوا عن شغف حقيقي في السينما في طلباتهم.
قضينا توم وأنا أسابيع عدة قبل موعد انطلاق الورشة ونحن نضع برنامجاً دراسياً شاملاً، ركّزنا فيه على التمارين العملية والفروض الكفيلة بدفع الطلاب للابتعاد عن الدروس النظرية والتعامل المباشر مع الكاميرات والاضاءة لخلق مناخ سينمائي وإضاءة فعّالة.
الحماس الذي أبداه الطلاب أثار إعجابي: بدت عليهم رغبة جامحة للتعلّم، وكانوا يطرحون دائماً أسئلة كثيرة. تعبنا ونحن نحاول مجاراة رغبتهم في التعلّم السريع، وإعطائهم أقصى كمية ممكنة من المعلومات خلال أسبوع الورشة. كيف فكّرت بالتحضير للورشة؟ سألت نفسي ما الذي لم أتعلمه في المعهد السينمائي وكنت أتمنى أن يتم تدريسه؟ وازنت ما بين التدريب الذي يتم إعطاؤه للمبتدئين، وتعمّقت أكثر في التقنيات المتقدّمة، وأنا حقاً أحب أن أعتقد أن الورشة نجحت في تأمين بداية رائعة في هذا النوع من الفنون السينمائية. *— توم هاينز، مدير التصوير، مؤسسة الدوحة للأفلام

قمنا توم وأنا بتقسيم الطلاب على 4 مجموعات، وأوكلنا إليهم مهام مختلفة (لكن متصلة ببعضها البعض) يتولاها عادةً فريق التصوير: مخرج الاضاءة، مصوّر، مسؤول كهربائي ومساعد أول للمصوّر، وتقنيي تصوير. وبنينا موقع تصوير صغير من قطع خشبية لنطبّق عليه تقنيات الاضاءة وحركات الكاميرا.

ولكي نبثّ الحياة في تماريننا العملية، لجأنا إلى استخدام ممثلين موهبين من قطر – محمد الملحم ورانيا فوزي – شاركا في العديد من ورشات التمثيل التي نظمتها المؤسسة في الأعوام 2010 و2011. وقام كل من مهند ورانيا بإعادة تمثيل مشاهد من الفيلم الكلاسيكي الشهير للمخرج ستانلي كوبريك “ذا شاينينغ“، كي يتمكن الطلاب من ضبط الاضاءة والتصوير. وفّر ذلك عاملاً درامياً ضرورياً جداً للعملية التقنية التي كانت الطلاب في صدد تعلّمها، وكان من الرائع مشاهدة كل مجموعة وهي تتلاعب بإضاءة المشهد ذاته كل على طريقته، مما كان ينعكس على أجواء وطابع المناخ الذي يؤدي فيه الممثلان المشهد. وقد قررت إحدى المجموعات الاضاءة على أحد أبرز المشاهد من فيلم كوبريك والذي أعاد استخدامها نيكولاس ويندينغ في فيلم “درايف” (2011)، وكانت تجربة بالغة الروعة.

وكما هي الحال مع التحدي لصنع فيلم في 7 أيام القادم، ركّزت ورشة التصوير السينمائي على صانعي الأفلام الصاعدين وتوفير التدريب العملي والتقني لهم، والذي قد يتحسّن مع المزيد من الاصرار والتمارين.

كانت ورشة التصوير السينمائي تجربة رائعة. تعلمت كيفية تشغيل الكاميرا الاحترافية وكيفية إدارة موقع التصوير. تعلمت أيضاً كيفية تقسيم الأدوار بين الجميع في موقع التصوير. سنحت لنا فرصة تعلّم مختلف أنواع الاضاءات والمزيد عن إجراءات السلامة. أحببت طريقة عملنا في مجموعات وكيف حاولنا إعادة تصوير مشاهد من أفلام معروفة، كل على طريقته. — جابر المنصور، طالب

إحدى الأمور التي استمتع بها كثيراً أثناء عملي في الورشات التي تنظمها مؤسسة الدوحة للأفلام منذ العام 2009، هي تلك الصداقة التي تتطوّر بين الطلاب. إن صناعة الأفلام عملية متعبة جداً ومن الضروري جداً أن تسود أجواء الانسجام والثقة ما بين أفراد فريق العمل. ستوفر مؤسسة الدوحة للأفلام فرصاً عديدة هذا العام للأجيال الصاعدة في قطر من الكتاب والمخرجين والتقنيين، للمساهمة في تطوير الصناعة السينمائية في البلد.
سجلت في الورشة لكي أتعلم المزيد عن التصوير السينمائي ولكي أصبح في المستقبل مخرجاً ناجحاً. أود أن أشكر مؤسسة الدوحة للأفلام على هذه الورشة الرائعة، ولا شك أني سأسجّل في المزيد من الورشات لكي أكمل رحلتي نحو تحقيق هدفي، والمساهمة في تطوير الصناعة السينمائية في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأيضاً لصناعة أفلام يراها العالم. — أ.ج آل ثاني، طالب
إن كنت جاداً في رغبتك بالعمل في المجال السينمائي، اتصل بنا اليوم وانضم إلى لائحة مراسلاتنا لتعرف كل جديد في حال صدوره:
https://www.dohafilminstitute.com/education/contact:http