أهل السينما: خديجة السلامي
07 مايو 2013

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف كانت بداياتكِ في صناعة الأفلام؟
خديجة: بدأت العمل في محطة تلفزيونية في اليمن حين كان عمري 11 سنة في برامج الأطفال. في المدرسة كنت بارعة في الرياضيات والعلوم، وغادرت إلى أمريكا بعد أن تلقيت منحةً دراسية، لكني هناك بدأت أهتم أكثر بالاعلام والتلفزيون والأفلام ووسائل بصرية أخرى. معظم أفلامي طويلة، أقصرها مدته 30 دقيقة. تجذبني المشاكل الاجتماعية وصراع المرأة المستمر للحصول على حقوقها، فأنا لا أستطيع أن أصنع فيلماً من قصة لا تعجبني. لدي فيلم حول فتاة صغيرة تتعرّض لاعتداء لأنها رفضت البقاء في البيت ونزلت تلعب في الشارع. كان عملي على فيلم “غريبة في موطنها” بمحض الصدفة، إذ نشأت الفكرة بعد أن لمحت فتاةً في الشارع ولحقت بها. وتتنوع مواضيع أفلامي ما بين كفاحات المرأة من أجل الديموقراطية، والمعالم التاريخية والهندسة.
مؤسسة الدوحة للأفلام: بما أنك ذكرتِ اهتمامكِ بالقضايا الاجتماعية، ما هو أكثر المشاريع التي عالجتها واتسمت بالحساسية أو الصعوبة؟
خديجة: هو فيلم “أمينة“، فقد كان العمل عليه صعباً لأن التصوير تم في السجن وكانت أبطاله من السجينات المتهمات بارتكاب جرائم قتل. قضيتُ ليلةً وأكثر من 10 أيام في التصوير والبحث عن قصص مؤثرة داخل السجن. ثم اكتشفت تلك الشابة المتهمة بقتل زوجها. أحببت أن ألقي الضوء على قصتها من وجهة نظرها، لا أن أدافع عنها. لكني حين اكتشفت أنها لا يمكن أن تكون قاتلة زوجها، فعلت ما بوسعي للدفاع عنها وإبطال حكم الاعدام، بل وإطلاق سراحها أيضاً. ربما أنا أتعلّق بشخصيات أفلامي ويصبحون كأفراد عائلتي. لقد صنعت هذا الفيلم منذ 7 سنوات، وما زلت حتى يومنا هذا أقدّم لها ولابنها الدعم والمساعدة.
مؤسسة الدوحة للأفلام: تعملين حالياً على فيلم طويل. هل بإمكانك إخباري المزيد عن هذا المشروع؟
خديجة: “أنا نجوم” هو فيلم طويل مستوحى من تجربة شخصية لي، لكنها منتشرة بين النساء اللواتي مررن بتجربة الزواج المبكر. يا ليته باستطاعتي تصوير هذا المشروع في اليمن، لكن المشكلة هي في درجة التشديد الأمني في المنطقة. نصحوني أن أصوّره في المغرب، لكني سأنتظر لأرى كيف سيتطوّر المشروع، كي أتمكن من اختيار الموقع الأفضل للتصوير. كما إني أعمل على فيلم وثائقي اسمه “قتلي… تذكرة للجنة”.
مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي الصعوبات التي تعترضك أثناء البحث عن تمويل لمشاريعك وإنجازها؟
خديجة: في الماضي حين كانت لدي وظيفة، كنت قادرة على تمويل جميع مشاريعي، وكنت أفعل كل شيء بنفسي. الصعوبة هي في أن تفعل كل شيء بنفسك، لأنه يجب عليك أن تركز على تفاصيل كثيرة.أعتمد بشكل أساسي على طرق غير تقليدية في إخراج أفلامي. أنا لا أحضّر، أنزل إلى الأرض مباشرةً. لا أتيح لنفسي الوقت للجلوس وإجراء المقابلات والتخطيط. أنا أخطّط وأبتكر الأحداث وهي تحصل في لحظة معيّنة. أعتقد أن أسلوبي الاخراجي المميّز هو ما يتيح لأفلامي فرصة العرض في محطات عربية ودولية.
مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تنجزين الأفلام الوثائقية عادةً للقنوات التلفزيونية؟
خديجة: أصنع هذه الأفلام لنفسي. لكنها تلقى الرواج والتسويق في التلفزيونات والمهرجانات. شهد آخر أفلامي عرضه الأول في مهرجان دبي السينمائي. لقد أحبه الجمهور إلى درجة أن الطلب عليه بدأ ينهال علي من جميع أنحاء العالم. أنا سعيدة بأن أعمالي تلقى هذا الاهتمام لدى الجمهوور لا يهمني إن كان إعجاباً سلبياً أو إيجابياً، لأن مؤشر النجاح هو في درجة تفاعل الجمهور مما يراه على الشاشة.