المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: لقاء مع برماك اكرمن مخرج فيلم "واجما"

30 نوفمبر 2013

من ضمن الأفلام المعروضة في أجيال، يوجد فيلم شغل الجميع وكان محور الحديث. وبعد عرضه الأول في الليلة الماضية، أبهر فيلم “واجما” الجمهور وجعله يبكي، فهو يلقي نظرة جريئة على واقع المرأة التي تتورط في موقف لا مفر منه. ومن المقرر عرضه للمرة الثانية اليوم 8:15 مساءً.

التقينا بمخرج الفيلم، برماك أكرم، ليحدثنا عن هذا الفيلم القوي الحائز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان صندانس السينمائي عام 2013 والذي سيمثل أفغانستان رسمياً في جوائز الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي.

ماذا كان رأيك عندما اقترحوا عرض فيلمك في مهرجان أجيال السينمائي؟ هل تعتقد أن الشباب سيشعرون بأن فيلمك يمثلهم؟
بالطبع! منذ 10 أيام فقط عرض فيلمي في فرنسا في مهرجان لطلاب المدراس الثانوية وحاز على جائزة الجمهور. ولأن الشخصية رئيسية فتاة شابة تقع في الحب، فقد شعر المراهقون في المهرجان بأنها تمثلهم تماماً.

هل عرض الفيلم في أفغانستان؟ وكيف كانت ردة الفعل؟
كان علي أن أعرض الفيلم على لجنة الرقابة الأفغانية وكنت قلقاً إزاء ردة فعلهم، ولكن إثنان منهم تأثروا بالفيلم وبكى أحدهم أثناء العرض. وقد افتتح الفيلم مهرجان حقوق الإنسان في كابول وأعجب الجمهور كثيراً لدرجة أنهم أضافوا عرضين آخرين للفيلم.

هل كان من الصعب العثور على ممثلة لتؤدي دور البطولة؟
جداً. أود أن أحيي الممثلة، واجما – ووالدتها وجدتها – لتحليهن بالشجاعة للتمثيل في هذا الفيلم، وأيضاً للاحتفاظ بأسمائهن الحقيقيةـ لأنه من الخطر أن تتعرض لهذا النوع من الانكشاف في بلد مثل أفغانستان. يصعب على الناس معرفة الفرق بين الواقع والخيال. وقد قامت والدة “واجما” (وهي ممثلة وتعلم المشاكل التي قد تحدث في المجتمع الأفغاني) بإقناع ابنتها بحضور دروس لمخرج مسرحي شهير، لذا في النهاية كنت محظوظاً للعثور على ممثلتين لتأدية الأدوار الرئيسية.

هل تعتبر فيلمك سياسياً؟
بالتأكيد. فأنا مدافع عن حقوق المرأة ومؤيد لها. قبل تصوير الفيلم، ذهبت في عام 2010 إلى مستشفى حيث حُرقت 250 امرأة، بعضهن فعلن ذلك بأنفسهن وبعضهن أزواجهن فعلن بهنّ ذلك. لا أفهم لماذا في تونس حرق شخص واحد نفسه فأطلق شرارة الربيع العربي، بينما في أفغانستان تُحرق جميع هذه النساء وهنّ أحياء ولا يترتب على ذلك أي ردة فعل.

هل يمكن أن تخبرنا عن عنوان الفيلم؟ لماذا أطلقت عليه “قصة حب أفغانية“؟
إذا نظرت إلى جمبع قصص الحب، مثل “روميو وجولييت” على سبيل المثال، او “مجنون ليلى“، فهي تدور دائماً حول شخصين يعشقان بعضهما ولكن المجتمع والبيئة تمنعهما من الإرتباط. بالنسبة لي، واجما قصة حب على الطريقة الأفغانية، لأن المجتمع الأفغاني يؤثر بطريقة كبيرة على شخصياته وعلى قصتهن. في بلدان أخرى، كانت الأمور لتأخذ منحى مختلف وكانت القصة لتنتهي بخاتمة مختلفة.

أسلوب فيلمك ممتع جداً. فهو واقعي جداً، ولكن في الوقت نفسه، العديد من الصور لها رموز عميقة وغالباً مجازية، عن حالة الشخصيات التي تعيشها (في قتال الكلاب العنيف في شوارع كابول، يفقد والد توازنه على الثلج وغيره..)
بالظبط. هذا ينبع من مفهوم دقيق ابتكرته لهذا الفيلم، وهو ما أسميه “الترميز المباشر”. غالباً ما يخلق المخرج بعض المجازيات في نصه مبكراً، ثم يعيد ابتكارها خلال صناعة الفيلم. في هذه الحالة فإن الرموز والمجازيات تأتي مباشرة خلال التصوير. سأعطيك مثالاُ: في اليوم الاول كنا نجرب الكاميرا والمعدات، وكنا على السطوح، وكنا نصور الأسفل عندما رأينا حمامتين تتعانقان وتقبلان بعضهما البعض، ولكن في الوقت نفسه، فإن الشيخ في المسجد يقيم صلاته. بالنسبة لي، إنه ترميز مباشر، عندما تكون الحقيقة مدوية، فإنها تتحول إلى رمز.

blog comments powered by Disqus

staging