يعرض الآن في الدوحة: اشترينا حديقة حيوانات
01 مارس 2012

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم: اشترينا حديقة حيوانات
إخراج: كاميرون كرو
بطولة: مات دايمون، كولن فورد، ماغي إليزابث جونز، سكارليت جوهانسون وإيل فانينغ
مدة العرض: 124 دقيقة.
تصور لنا هذه الدراما العائلية الطريفة، قصة أرمل في متوسط العمر بنيامين ميي (مات دايمون)، العاجز عن السيطرة على مشاعر الحزن التي تشعر بها أسرته المكونة من طفلين، بعد وفاة زوجته بمرض السرطان. في محاولة منه لخوض مغامرة تبث الروح في حياته مجدداً، يقع في حب منزل تحيطه غابة خلابة، إلاّ أنه يجد نفسه محكوماً بتدبّر أمور حديقة حيوانات تابعة للمنزل، كشرط أساسي للحصول عليه. لا يتردد، وينتقل من المدينة إلى حديقة الحيوانات التي تحتاج إلى تعديلات جمة قبل أن تفتح أبوابها مجدداً أمام العامة.
يقدم بنيامين الذي يعمل صحافياً متخصصاً في كتابة قصص المغامرات استقالته من الصحيفة التي يعمل فيها ما إن يبدأ بالاحساس بنضوب أفكاره. كما أنه يرغب في التخلّص من نظرات رئيسه وزملائه المشفقة. في هذا الوقت، تظهر على ابنه ديلان (كولن فورد) 14 عاماً، بوادر مقلقة يطرد على أثرها من المدرسة بعد إقدامه على السرقة، فضلاً عن سلوك غريب يبرز من خلال رسومات قاتمة لوحوش باللونين الأسود والأحمر الدامي.
وكما ذكر بنيامين ميي في مذكراته، فإن الانتقال إلى حديقة حيوانات مهملة، هو الخيار الأخير الذي قد يلجأ إليه أرمل يائس بحثاً عن أي مصدر للسعادة. لكن يبدو أن أكثر ما شجعه على الإقدام على هذه الخطوة، هي تلك السعادة التي ترتسم على وجه ابنته روزي (ماغي إليزابيث جونز) 7 أعوام، في كل مرة تشاهد فيها حيوانات الحديقة. وقد ساهم في ذلك أيضاً رغبة العائلة في الابتعاد عن الحي القديم الذي كانت تقطنه، هرباً من الذكريات المؤلمة التي رافقت غياب الزوجة والأم.
ونتيجة لانعدام التجربة في مجال الاعتناء بحديقة حيوانات، أقحم بنيامين نفسه بنفقات مالية غير متوقعة استنزفت كافة مدخراته، في وقت تزداد فيه حالة ابنه النفسية سوءاً. تأخذ القصة منحى أكثر صعوبة لا سيما أن فريق موظفي حديقة الحيوانات برئاسة فوستر كيلي (سكارليت جوهانسون) ويضم ايل فانينغ، يعقد آمالاً كبيرة على بنيامين بأن ينقذ وظائفهم وكذلك حيوانات الحديقة. فقد باءت كل الوعود التي أطلقها جميع من سبقه بالفشل وانتهى بهم الأمر إلى إعادة بيعها. تزداد الخشية من أن يحذو بنيامين حذو أسلافه مع ارتفاع منسوب الشكوك والمخاوف لديه.
ومنذ تلك اللحظة، يمكن التنبؤ بالأحداث التي سيتخبط فيها بنيامين في معركته الهادفة إلى استعادة مجد الحديقة. يجد في سكارليت جوهانسون، قصة حب جديدة. كاميرون كرو الذي أخرج سابقاً الفيلم الخفيف “جيري ماغواير“، والفيلم ذو البعد التأملي “فانيلا سكاي“، لم يلجأ إلى استخدام حيله في هذا الفيلم، كما جرت العادة. في المقابل، اختار أسلوباً سردياً بسيطاً تناول من خلاله قصة فيلم “اشترينا حديقة حيوانات“، إلا أنه تمكن من خلق أجواء فياضة بالمشاعر، ونجح في إشراك المشاهدين في القلق على مصير هذه الأسرة البائسة، والفضل هنا يعود إلى أداء مات ديمون والأطفال.
وإن كانت هناك أي متعة في الفيلم، فالفضل يعود إلى الحوارات النقية التي تدور بين بنيامين وابنته. لكن المخيّب للآمال هو امتلاك كل العناصر الرائعة من الطبيعة والحيونات، دون استغلالها بشكل جيد. فلقد تم تصوير نزلاء الحديقة بشكل متواضع جداً، في حين كان من الممكن أن يضيف أسلوب تصويرها لو تم بشكل مختلف، سحراً على الفيلم.
أما التواصل الانساني فهو الرابط العائلي الأقوى في عائلة ميي. العلاقات بين أفرادها صادقة وعميقة. أما باقي شخصيات الفيلم، فمن الجدير ذكره أن تطويرها لم يكن مكتملاً. الاستثناء الوحيد هنا بالطبع هو سكارليت جوهانسون التي تشكل أساس علاقة الحب الجديدة.
تمكن كاميرون كرو من العودة بقوة مجدداً إلى صالات السينما بعد فشل فيلميه “فانيلا سكاي” و “اليزابيث تاون”. ,يمكن القول إن فيلم “اشترينا حديقة حيوانات” هو فيلم ممتع بكل المقاييس، سينشغل الكبار بمسح دموعهم في حين سيستمتع أطفالهم بمشاهدة ما يجري في حديقة الحيوانات، ويخلص إلى إعطاء الجميع دروساً في الأمل وعدم الاستسلام والرغبة في المضي في الحياة.
We Bought A Zoo - Trailer
إعلان فيلم اشترينا حديقة حيوانات