المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: ليس ابن أحد

29 مارس 2012

بقلم برهان وزير، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: ليس ابن أحد (ذا سن أوف نو وان)
إخراج: ديتو مونتييل
بطولة: آل باتشينو، تشانينغ تاتوم، راي ليوتا، كايتي هولمز، جولييت بينوش، ترايسي مورغن
مدة العرض: 90 دقيقة

“ليس ابن أحد” (ذا سن أو نو وان)، الفيلم الجديد للمخرج ديتو مونتيال، الذي حظي بانطلاقةٍ واعدة في فيلم “دليلك للتعرف على القديسين” عام 2006، يضم أقلّه على الورق، فريقاً رائعاً من الممثلين. نرى الممثلين المخضرمين أمثال آل باتشينو وراي ليوتا وجولييت بينوش، يمثلون إلى جانب آخرين شباب أقل شهرة أمثال تشانينغ تايتوم وكايتي هولمز. المحصّلة هي سلسلة من المشاهد التي لا يعلق سوى بعضها في الذاكرة، تخربها قصة تافهة وأحياناً غير مفهومة.

تبدأ قصة الفيلم عام 1986 حين يعمد الشاب جوناثان وايت الذي يلعب شخصيته وهو شاب الممثل تشانينغ تايتوم، يطلق النار على مروجيْ مخدرات متسبّباً بمقتلهما في مبنى سكني في نيويورك. وكما يظهر لنا، يتملكه الخوف على حياته. ويشهد الحدث كله صديقه المقرّب فيني الذي يلعب دوره الممثل ترايسي مورغن.

بأية حال، يمتلك وايت ملاكاً حارساً – المفتش تشارلز ستانفورد. إنه عرّاب وايت ، وكان ذات يوم شريك والد الشاب. يغطي ستانفورد على جريمة القتل، ولا تتحقق العدالة في هذه القضية. ثم تستكمل الأحداث في العام 2002، بعد أن أصبح وايت شرطياً في المنطقة ذاتها. حين يتسلّم مهامه، يبدأ مصدر مسؤول بإرسال رسائل إلى صحيفة محلية، تعمل فيها جولييت بينوش محررة. وتدعي هذه الرسائل التي يتم نشرها على الصفحة الأولى بأن كاتبها يعرف هوية الشرطي الذي غطى على جريمة العام 1986.

وإذا كان كل ذلك يبدو لكم تعاقباً سريعاً للأحداث، أرجو أن تأخذوا في عين الاعتبار أنني ذكرت أحداث الدقائق العشرين الأولى من الفيلم. الأحداث التي تلي هذه الرسائل تدور حول وايت الذي تعذبه جرائمه- يبدأ بالشك بأن صديقه القديم فيني هو من يكتب هذه الرسائل. أما مديره الكابتن ماريون مايذرز (راي ليوتا) فهو يشعر بالتردد حيال إعادة فتح القضية الذي كان قد تم إغلاقه. أما زوجة وايت، التي تلعب دورها الممثلة كايتي هولمز، فتشعر أن زوجها يواجه مخاوف داخلية.

أثناء مشاهدتي لفيلم “ليس ابن أحد“، لم أستطع منع نفسي من التفكير بأن العديد من الزوايا في القصة والتي كان تطويرها يعد بالمزيد من المتعة، تبخّرت دون أي اعتبار لها. لمَ، على سبيل المثال، قد يعمد ضابط شرطة إلى المخاطرة بسمعته وتغطية جريمة القتل- في حين كان دافع القتل مبرراً تماماً، وهو الدفاع عن النفس؟ كذلك، يلمح الفيلم إلى ضغوط تعرضت لها قوى الشرطة بعد أحداث 11 سبتمبر. لكن ولمرة أخرى، لا يتطرق الفيلم إلى هذه النقطة. والأكثر تسبباً للحيرة هي الصحيفة التي تحررها بينوش. ليس هناك أي شرح للرسائل مجهولة المصدر – والسبب الذي يدعوها لنشرها دون التأكد من مصداقيتها.

إذا كان كل ذلك يثير الضحك – ليس هناك ما يدعو للضحك. فالممثلين عرفوا كيف يبرئون أنفسهم بشكل جيد. فالأسدين الهرمين ليوتا وباتشينو لا يزالا بأفضل حاليهما وأدائهما. بعض حوارات كايتي هولمز مؤثرة جداً. حتى ترايسي مورغن تمكن من كبح جنونه المعتاد وتقديم أداء رزين. في النهاية، لا يحتوي الفيلم عناصر كافية تشد انتباهنا. فالتمثيل الجيد هو أمر، والقصة المتماسكة أمر آخر، تقدم تحديات أكبر.

blog comments powered by Disqus

staging