المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: الجمعة الأخيرة

16 أبريل 2012

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: الجمعة الأخيرة
إخراج: يحي العبدالله
بطولة: علي سليمان، نادرة عمران، ياسمين المصري
مدة العرض: 88 دقيقة

يدور هذا الفيلم الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أفضل ممثل لعلي سليمان وأفضل تأليف موسيقي للثلاثي جبران في مسابقة المهر العربي بمهرجان دبي السينمائي 2011، حول الحياة كما هي في أقل من أسبوع.

نتعرّف فيه على يوسف (علي سليمان)، أب أربعيني مطلّق، كان يعمل فيما مضى بائع سيارات ناجح، لكنه تحوّل إلى سائق أجرة يعيش وحيداً دون زوجة، بعيداً عن ابنه البالغ من العمر 14 عاماً، وهو مفلس تماماً.

إنه يقبع تحت رحمة مديره الشاب الذي لا يرأف بالموظفين. ويجد يوسف نفسه مضطراً للخضوع إلى عملية جراحية خلال أربعة أيام، ويجب عليه العثور على المال اللازم قبل أن تزداد الأمور تعقيداً. وهذا ما يؤدي به إلى الرجوع إلى فصول حياته القديمة واكتشاف أمور هامة كان يتجاهلها. أحد الأمور التي تشغل باله هو ابنه عماد، الممزق بين وضع أهله وأدائه الضعيف في المدرسة. يدرك يوسف أهمية محافظته على الصورة الأبوية التي لا يمكنه تحمّل أعباءها دائماً. وبينما الوالدة دلال (ياسمين المصري) قد أكملت حياتها وتزوجت غيره بعد أن فقد يوسف كل أمواله في المقامرة، يكبر عماد وهو يشعر بالحاجة لمزيد من الاهتمام.

خلال الأيام الأربعة، يحاول يوسف بجهد كبير أن ينهي ترتيبات هامة بخصوص مستقبل ابنه إلى جانب التعويض عن أخطاء قديمة كان قد ارتكبها. ومن خلاله، نكتشف الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالأردن وكيف ستؤثر على عمليته الجراحية. ونتمكن من خلال هذا الفيلم أيضاً من إلقاء نظرة على مجتمع يريد أغنياؤه شراء السيارات الفخمة، بينما بائع السيارات غير قادر سوى على شراء دولاب للدراجة الهوائية التي يملكها ابنه.

لا يحتوي الفيلم سوى على حوارات قليلة ليس هدفها سوى نقل معلومات هامة. ولذلك يبدو الحوار وكأنه يكمّل لغة الكاميرا التعبيرية. وكأن شعار هذا الفيلم هو: دع الكاميرا تتحدث.

لسنا بحاجة إلى الاثناء على أداء علي سليمان الذي يقدم لنا صورةً الأب والعامل النشيط والرجل الذي يحتاج إلى رفيقة درب. أما باقي الشخصيات، وعلى الرغم من قلة ظهورها، فهي رائعة، كناديا عمران وبالطبع ياسمين المصري.

لقد ذكرني هذا العمل بفيلم “بيوتيفل” (جميلة) الذي يلعب فيه خافيير باردم دور البطولة. فكلا الشخصيتين تستعجلان إنجاز بعض الأمور قبل أن يغلبهما المرض ولا تتمكنان من إنهاء أعمالهما غير المنتهية، تقودهما غريزة الأبوّة التي تسعى إلى تأمين مستقبل لائق للأولاد.

video#1

blog comments powered by Disqus

staging