نقد سينمائي: ساكربانش
07 أبريل 2011

بقلم بن روبنسون، فريق التعليم بمؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم: ساكربانش
لدي اعتراف أقوم به: أنا مهووس نجيب بالسينما. أصبحت كذلك وأنا في الخامسة من عمري وقد اصطحبني والديّ لمشاهدة “فلاش غوردن” في السينما. هذه التفاهة الملونة سيطرت على دماغي للأبد، وحولتني إلى… مخلوق غريب. هذا هو الخطر المتأصل للأفلام الغريبة أو غير الجيدة: إنها تغيّر الطريقة التي ترى فيها الأمور.
أن تكون مهووساً نجيباً بالسينما، يعني ذلك أن تتقبّل و تتأمل في العناصر الأكثر همجية والمباشرة السخيفة للسينما (وما يتعلق بها من ثقافة مجلات الرسوم المتحركة الفرعية، والموسيقى الغريبة)، كالوحوش، والمخلوقات الفضائية، والأبطال الخارقين والعوالم البديلة (كلها مكونات موجودة بمحض الصدفة في فيلم “ساكر بانش”). وحين يتطرقون إلى هذه المواضيع، كتصوير روبوت عادي يناقش السياسة العالمية بجدية بالغة، يعمد المهووس النجيب عندئذ إلى الكلام والدفاع عنهم بشكل غير محدود مع أصدقائه من المهووسين النجباء، بشكل أبعد ما يكون عن الثرثرة التي تلي الانتهاء من حضور الفيلم “نعم كان ذلك جيداً، نذهب لتناول ناندوز أو بيتزا هات؟”. أن تكون مهووساً نجيباً هو أن تقوم باستثمار عاطفي وعقلي في واقع غريب، ثم تشتري التي شيرت، وعلبة الدي في دي، والبوكسر وكتب الرسوم المتحركة المقتبسة عنها. اعتبروا الأمر كالتالي، إنه مسبب للاحراج بعض الشيء…
وقد استشعرت وانتظرت نزول فيلم “ساكربانش” منذ بعض الوقت. إنه يروي قصة بايبي دول (هذا الاسم هو أفضل تحذير للمشاهد العابر والعادي)، وهي مراهقة يتيمة تقوم بقتل أختها الصغيرة عن طريق الخطأن أثناء محاولتها حمايتها من زوج والدتها المؤذي. وبسبب جريمتها تلك، يتم زجّها في مصحة عقلية، حيث تغوص بسرعة في عالم خيالي مليء بالمغامرات الخيالية والأحداث الغريبة. وهو ما تحتاجونه بالضبط لتكوين فكرة عن حبكة الفيلم، قبل أن أبدأ الغوص في هذا الفيلم الذي أخرجه سنايدر. باختصار، تخيلوا كل ما تحبونه في فيلم “إنسبشون“، انتزعوه واستبدلوه بالبطاطا المقلية والكاتشاب، ثم اخلط كل المكونات واطبخها على نار هادئة لمدة 90 دقيقة، مع أحدث تصاميم الغرافيكس، ثم قدموها وهي فاترة مع سباغيتي شبيهة بلورد أو ذا رينغ. ما قلته لتوي لا يعني شيئاً، تماماً كفيلم ساكربانش، وهذا ما يجعله لائقاً تماماً!
في الظاهر، يبدو هذا الفيلم كل ما يود المولعون بالقمامة رؤيته: ممثلات مبتدئات يحملن رشاشات متطورة وقوية، وسيوف حادة، وهن تقاتلن محاربي الساموراي الضخام؛ رجال آليون خطيرون، وحيوانات التنين التي تنفث النيران. وبما أن الفيلم هو من إخراج زاك سنايدر الذي أنتج أفلام (“300” و“واتشمن”)، قد نفترض أننا في أيد أمينة. وقد جعله المقطع الاعلاني يبدو خاطفاً للأنفاس، مختصراً 110 دقائق من الفوضى العارمة في دقيقتين ونصف من المشاهد المدرة للأدرنالين. ولكن للأسف هذا كل ما يحمله فيلم ساكربانش في طياته. إنه يشبه وجبة همبرغر دسمة مع مرطبات رد بول. وبعد الانتهاء من تناول هذه الوجبة الدسمة، تتمنى لو أنك لم تأكل كل هذه الكمية، فتذهب للبحث لوقت طويل عن القليل من الواقعية الاجتماعية من أجل إحداث التوازن في رأسك المضطرب.
video#1