المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: لاري كراون

28 يوليو 2011

الفيلم:لاري كراون
العام:2011
إخراج: توم هانكس
بطولة: جوليا روبرتس، توم هانكس
النوع: كوميديا، رومانسية، دراما

يُطرد لاري كراون (توم هانكس) من عمله بسبب عدم حيازته لشهادة جامعية، فيشعر بالاحباط ويقرّر إعادة تنظيم حياته والتسجيل في جامعة وحضور صف عن فن الالقاء أو الخطبة، تدرّسه أستاذة محبطة اسمها مرسيدس تاينو (جوليا روبرتس).

وتبدأ المشكلة حين يظن كراون أنه تم انتخابه أفضل موظف للشهر للمرة التاسعة، فيذهب إلى اجتماع مدرائه وهو يعد العدة كي تبدو عليه علامات المفاجأة. ويتفاجأ فعلاً حين يكتشف الهدف الفعلي للاجتماع- رحيله من الشركة. ويقول له مدراؤه، الذين يحاولون إخباره بطريقة دبلوماسية صحيحة، إنهم يعيدون هيكلة الشركة، وإنهم غير قادرين على الابقاء على الموظفين الذين لا يستطيعون “التقدم”. هذا التقدم لا يمكن أن يتحقق من دون شهادة جامعية، بالنسبة لهم، مهما كان مستوى عمل الموظف جيداً، فيتم طرد هذا الموظف المجتهد والمحبوب بدلاً من ترقيته. ولِمَ لم يتمكن من نيل شهادة جامعية؟ لأنه خدم في البحرية الأميركية لمدة 20 عاماً. ليس هذا المستقبل الذي تصوره لنفسه حين كان يخدم بلاده…

وبعد خسارته لعمله، انهار كل شيء من حول كراون: إنه مطلق، تسببت له زوجته بالافلاس، ولا يمكنه الحصول على قرض من البنك، وهو ليس قادراً على الحصول على وظيفة أخرى. ولكن بدلاً من أن ينهار، يجد في داخله القوة التي تدفعه لأن يقرر إعادة تأسيس حياته والعودة إلى الجامعة. وينصحه عميد الجامعة ببدء الفصل الجديد بدراسة مادة فن الالقاء و“المواضيع المتداولة“، كما يعده أن تأثير هذا الصف سيكون إيجابياً عليه. ما لا يعلمه كراون هو أن أستاذة المادة امرأة عدائية وساخرة، محبطة وغير سعيدة في حياتها الزوجية، حيث أن زوجها يقضي معظم وقته يشاهد المواقع الاباحية. لسوء الحظ تتلاقى تعاستها الزوجية مع طلاق كراون، غير أن كراون لا يتوقف عن الاعتقاد بأنه قادر على الوصول إلى شخصيتها الحقيقية والمرحة، فيقع في غرامها.

هذا الفيلم الذي أخرجه وشارك في كتابته وبطولته توم هانكس، هو كوميديا رومانسية، بين اثنيْن في متوسط العمر، يهدف بشكل عام إلى التحفيز الانساني- وهو أمر اشتهر به توم هانكس. فدائماً ما يضع نفسه مكان ضحايا سيئي الحظ لأحداث خارجة عن نطاق سيطرتهم، مما يدفعه إلى التأقلم على الظروف والتغلب عليها من خلال بذل جهود كبيرة والتحلي بإرادة من ذهب (هل تذكرون فيلم “ذا ترمينال“؟). ويتجلى هذا الطابع التحفيزي بشكل ساحر، مع بعض اللمسات ترتدي طابع حلالة المشاكل، تظهر بشكل مفاجئ في الفيلم، كأن يصادق كراون عصابة دراجات نارية يتمحور اهتمامها حول التصميم الداخلي (مما يفسر إعادة تصميم بيته وفق أسلوب الفينغ شوي) والتجميل (مما يفسّر الشكل الجديد العصري الذي يتحوّل إليه).

إن تولي توم هانكس أكثر من دور الممثل ليس نقطة قوته. فهذا الفيلم يفتقد لبعض العناصر الأساسية، كالشرارة والجاذبية ما بين الممثليْن الرئيسييْن – وهو أمر لا يمكن أن تخلو منه أية كوميديا رومانسية. فلا يبدو أنه ثمة ما يحصل حقاً، كما أن الشخصيات لا تبدو مقنعة – لا سيما أن علاقة مرسيدس وكراون تحدث فجأة وكأنها بالغصب، قبل حتى أن ندرك أن شيئاً ما يحصل بينهما. كما أن الحوار عادي جداً وتتبع النكات تصرفات سخيفة تمحو شخصيات الممثلين، وتجعل قصة الفيلم متوقعة جداً.

يبدو أن محبي هانكس يستمتعون بهذا الثنائي السينمائي؛ فهذا الفيلم، على الرغم من كل شيء كوميدي وغير مؤذٍ. لكنه ليس الأفضل ضمن مجموعة أفلام هانكس – إنها محاولة لم تسر بالشكل المطلوب – لكن في النهاية، لا يمكننا إلا أن نحب “فوريست”.

لاري كراون يعرض الآن في الدوحة، ونحن بانتظار تعليقاتكم على الفيلم!

للترجمة العربية اضغط على

Larry Crowne - Trailer

إعلان فيلم لاري كراون

blog comments powered by Disqus

staging