بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم بالعنوان الفرنسي: 600 كلغ من الذهب الخالص
العنوان الانكليزي: نحن نثق بالذهب
العام: 2010
إخراج: إيريك بسنار
بطولة: كلوفيس كورنيياك، أودري دانا وباتريك شيسنيه
النوع: أكشن، مغامرة

قامت مجموعة من المغامرين بسرقة ذهب من وسط غينيا. غير أن السرقة لم تتم بحسب الخطة المتفق عليها، لأن الطائرة المروحية سقطت في وسط غابة… ومع 600 كلغ من الذهب، يصبح من المستحيل الاستمرار بحملها أثناء التنقل على الأرجل في الأدغال. وفي الغابة، يواجه الهاربون (خمسة رجال وامرأتان) الحشرات والتعب وخطر الاعتقال الذي يحوّل رحلتهم الطويلة إلى مهمة مستحيلة. وفي ظل هذا الوضع من التيه وسط هذا المكان القصيّ وهوسهم بالمال، يستحيل تجنّب المواجهات.

تقوم هذه المجموعة بسرقة الذهب، وتفجير مخيّم، وإنشاء أعداء غاضبين، لن يمانعوا إراقة الدماء من أجل الثروة. وبعد أن يدرك أعضاء المجموعة استحالة حمل مسروقاتهم أثناء تنقلهم على الأرجل، يقررون دفن المليارات تحت الأرض، ليتمكنوا من العودة واسترجاعها لاحقاً بعد أن يحضروا وسائل نقلها. وبعد أن يصبح كنزهم الثمين تحت الأرض، يجدون أنفسهم مضطرين على ملازمة بعضهم البعض وعدم الافتراق لحظة، من أجل تجنب أي احتمال لحدوث خيانة. لكن هذه الخطة البسيطة تبدو أكثر تعقيداً مما يظنون: فأمامهم أدغال هائلة المساحة ليقطعوها، وامرأة حامل قد تضع طفلها في أي وقت، والعديد من الأعداء الغاضبين الذين يريدونهم أمواتاً.

لقد تم استثمار جهد كبير في صناعة الفيلم الأكشن والمغامرة هذا، كما أنه يتضمن الكثير من العناصر المثيرة للاهتمام. لسوء الحظ، لا يبدو أن الانتاج أنصف فكرة القصة.

وكما يظهر من عنوان الفيلم، يتحوّل الهوس بالذهب إلى لعنة، مزيلةً الأقنعة عن وجوه الأبطال، لتكشف طبيعتهم الحقيقية والقبيحة. وينجح الفيلم بتحويل الأدغال، هذا المكان الصعب، إلى دائرة من الشر، مؤلفة من شخصيات تتعامل مع الأدغال ومع من يزاحمها على الثروة. غير أن التصعيد في تصرفات الشخصيات يعود للظروف المحيطة بها فقط، متجاهلاً احتمال الاثارة النفسية، من خلال صدّه للتطور السلس للأحداث. تم تصوير بعضهم على أنهم قتلة جشعون، والبعض الآخر كمن يريدون لعب دور البطولة. كان بإمكان فعل الكثير في هذا النوع من الظروف.

أما التصوير السينمائي الضخم، الساحر وكثير الألوان هو أمر شبه إجباري… فقبل كل شيء، نحن نتعامل مع موقع واسع وغني في هذه الغابة. هناك محاولات جيدة في هذا الاطار، لكن بالمجمل، لم تستغل عملية التصوير هذه المشاهد الطبيعية المتنوعة في خدمة النص. وفي مناسبات عدة، بدت أطر المشاهد وكأنها من صنع هواة.

وانطلاقاً من فكرة الفيلم الجذابة – حتى لو كانت الحبكة مكرّرة – حاول الفيلم أن يكون فيلماً ضخماً على غرار أفلام المغامرات الهوليوودية. غير أن امتلاكه للأسس الصحيحة لم يحل دون إغفاله تجميع العناصر التي تؤدي إلى الصعود بالبناء.

الفيلم مدبلج بالانكليزية (اللغة الأصلية هي الفرنسية) وهو الآن يعرض في الدوحة، قبل أن تنزل الاصدارات الجديدة خلال عطلة العيد.